عملت فيمجال التربية والتعليم ما يقارب من الأربعين سنة. ولعل الاقتناع الذي نمىوتعمّق في داخلي أكثر من غيره خلال تلك الفترة هو أن الهزيمة الحقيقية هي التيتحدث داخل الإنسان، على الصعيد النفسي الإدراكي: عندما يعتقد شخص أن ما لديه ليسله قيمة، وأن جلّ ما يستطيع عمله هو تقليد الآخرين واللهاث وراء رموز تعطيه قيمةمصطنعة ومزيفة وخارجية ، ولعلأنجع وسيلة لإلحاق مثل هذه الهزيمة هي سلب الشخص كونه بانيا للمعنى واعتبارهمستهلكاً لمعانٍ جاهزة يبنيها آخرون. ويشكّل اتباع جواب أو نموذج جاهز– خاصة ما يدّعي منها صفة العالمية– أكثرالوسائل فعالية التي اتخذها "حصان طروادة" على مر العصور لهزيمة شخص أو شعب منالداخل، سواء أكان ذلك على شكل "حقيقة" في الرياضيات أو على شكل نظرية في التربيةأو على شكل إعلان عالمي لحقوق الإنسان ) ….. ويقودنا هذا إلى عبارة تتردد كثيرا هذه الأيام، وذلك كمثل على ما أود توضيحه، هي عبارة: "حرية الفكر والتعبير". من أهم ما وعيته خلال عملي في التربية، عبر أربعة عقود، هو ضرورة التمييز بين حرية الفكر والتعبير من جهة وتحرير الفكر والتعبير من جهة أخرى، وكيف صادرت حرية الفكر الفكر الحر، وكيف صادرت حرية التعبير التعبير الحر؛ وضمن نفس المنطق، كيف صادر الحق في التعليم الحق في التعلم – وشتان بين الاثنين. فإذا كان، مثلا، كل ما هو معروض من أفكار ملوثاً، لا معنى عندئذ للقول بحرية الفكر. يكون الوضع عندها مثل إعطاء الحرية إلى شخص ليختار ما يود أن يأكله من مائدة، كل ما عليها طعام مزوّر، مثل التشيبس والكولا ولحمة مكونة من هرمونات. والغالب في العصر الذي نعيشه، أن حرية الفكر والتعبير تخدش السطح في أفضل الأحوال، بينما من الصعب أن يحدث تحرير في الفكر أو التعبير إلا في العمق. إن هذا التمييز هام جدا إذا أردنا أن يلعب "الملتقى التربوي العربي" ومشروع "قلب الأمور" دوراً ذا معنى في الوطن العربي على مختلف المستويات. ف"الملتقى" و"قلب" هما أولا وقبل كل شيء فسح لتحرير الفكر والتعبير وليس فقط فسحا حرة لهما.
إن تحرير الفكر والتعبير يعني أن نبدأ بالحياة لتكون المنطلق والموضوع والمرجع والمعيار والغاية فيما نعبر عنه وما نفكر فيه وما نفعله؛ ويعني إعادة النظر في المفاهيم والمدارك والقيم وفي العلاقات مع المحيط الذي نعيش فيه. من هنا، يشكل التأمل والتعبير والتناقش وبناء العالم الداخلي للأشخاص والنسيج مع المحيط الاجتماعي والطبيعي أهم عامل في تحرير الفكر والتعبير من الأيديولوجيات المخدِّرة السائدة، وإعادة ربطهما بالحياة والتجارب والخبرات والمحيط والواقع كما يعيشه الناس. وهذا يعني بوجه خاص التفكر في معاني الكلمات التي نستعملها، على ضوء تفاعلنا مع الناس والطبيعة، وعلى ضوء تجاربنا وخبراتنا ومناقشاتنا وقراءاتنا، وبشكل يتوافق مع القيم والمبادئ التي نختار أن نسير بموجبها. إن تحرير الفكر والتعبير يعني الخروج من الأطر الفكرية التي تأسرنا ضمن تصنيفات وهُويات ضيقة وصغيرة ومشوِّهة؛ هو استعادة للقدرة على إعطاء معان للمصطلحات المتداولة وإيجاد بدائل للمعايير السائدة وللحلول والنماذج المستعملة. سأختار بعض الأمثلة لتوضيح الفرق.
عندما أغلقت إسرائيل المدارس والجامعات الفلسطينية في بداية الانتفاضة الأولى (عام 1987)، ولمدة تجاوزت الأربع سنوات، كجزء من محاولتها شلّ المجتمع الفلسطيني، نشأ جراء ذلك الإغلاق نوعان من ردّ الفعل لدى الفلسطينيين. كان النوع الأول عبارة عن عقد مؤتمرات للاحتجاج على الإغلاق والمطالبة بفتح المدارس والجامعات، أما النوع الثاني فكان قيام الناس بتعليم الأطفال والطلبة في الأحياء والبيوت. لقد أبرز تعامل إسرائيل مع النوعين من رد الفعل التباين الهائل بين الاحتجاج والشكوى والمطالبة بالحقوق من جهة، وقيام الناس بعمل ما يلزم عمله من جهة أخرى. لم تعترض إسرائيل على عقد مؤتمرات للاحتجاج والمطالبة، كما لم تعترض على سفر أشخاص من الضفة الغربية وقطاع غزة للمشاركة في مؤتمرات عالمية للغرض نفسه. ولكنها واجهت التعليم في البيوت والأحياء بشراسة لا مثيل لها، فقد كان الأمر العسكري في شهر آب/أغسطس 1988 من أقسى الأوامر العسكرية، إذ كان يقضي بمنع مثل هذا التدريس (كما بمنع الزراعة الجماعية) بحيث يتعرض كل من يخالف ذلك الأمر إلى هدم بيته وإلى سجنه مدة قد تصل عشر سنوات! إن عقد مؤتمرات والمطالبة بحقوق هو مثال على حرية التعبير والفكر، والذي عادة لا يقدّم ولا يؤخر. بينما، في المقابل، يشكل قيام الناس بأعمال ضرورية في حياتهم وفي المجتمع، دون انتظار، ودون الترجي والمطالبة، ودون تقديم شكاوٍ وتوصيات، هو مثال على تحرير التعبير والفكر معاً. وشتان بين الثرى والثريا!
وكثيرا ما يستبطن التركيز على حرية الفكر والتعبير وإهمال تحريرهما زيفا خطيرا مغلفا بأغلفة براقة. أن نسمي الخداع، مثلا، علماً ندرّسه في كليات التجارة في "أرقى" الجامعات تحت اسم "التسويق" هو نوع من الزيف المبطّن وهو مثال على حرية التعبير والفكر وليس على تحرير التعبير والفكر. وكذلك الحال عندما نشير إلى الكولا من المشروبات الخفيفة، فتلك التسمية مثال على حرية التعبير، بينما إعادة تسميتها ب"مياه ملوّثة" هو مثال على تحرير الفكر والتعبير معاً. إن التذكير بضرورة نظافة العالم الداخلي للإنسان (المعدة والأمعاء) من محتويات علبة كولا وعدم التركيز فقط على نظافة البيئة الخارجية (بعدم رمي العلبة) هو مثال آخر على تحرير الفكر. كذلك، فإن استعمال كلمة "نكبة" لوصف ما حصل للفلسطينيين عام 1948 هو مثال آخر على حرية التعبير واستعباد الفكر في نفس الوقت. إذ أن ما حدث لم يكن نكبة بنفس المعنى الذي نستعمله لوصف نكبة طبيعية مثل زلزال، بل كان البدء في عمل منظم لمحاولة تحطيم شعب، ما زال مستمرا حتى الآن منذ 52 سنة! ويشار إلى مثل هذه المحاولة في كل لغات العالم بجريمة مدبرة ومنظمة، وليس بنكبة. كذلك الحال بالنسبة لترجمة الإعلان العالمي بتعبير "حقوق الإنسان" بدلا من "الحقوق الإنسانية" كما هو الحال في اللغات الأخرى. من الواضح أن المترجم لم يكن بريئاً. فالتعبير الأول يُفهم منه جميع الحقوق بينما الثاني يعني أن هناك حقوقاً أخرى.
إن إعادة تسمية المسميات وإعادة تعريف الكلمات والتفكير بمعايير بديلة، هو من أهم مظاهر التعلم والتحرر والبناء، إذ يدخل في نطاق تحرير الفكر والتعبير وليس فقط حرية الفكر والتعبير. وتحرير الفكر والتعبير منسي في الإعلان العالمي لأن ذلك يعني، أولا وقبل كل شيء، تحرير فكرنا وتعبيرنا من الكلمات والمفاهيم المستعملة في الإعلان العالمي نفسه. من الضروري إعادة النظر في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من وجهة نظر الأغلبيات الاجتماعية في العالم والتي أهملها الإعلان وسلبها من حقوقها الحقيقية. إذ يعلمنا الإعلان العالمي أن الحقوق ثلاثون ليس بينها حق الشعوب في مواردهم الطبيعية! ولعل أهم الحقوق بالنسبة لأغلبية الناس في العالم هو حق الإنسان، كل إنسان، وكل شعب في الموارد الطبيعية في الموقع الذي يعيش فيه، وبشكل خاص الأرض والماء. إن تغييب الأوربيين والأمريكيين لهذا الحق أمر مفهوم (فقد سرقوا أربع قارات ونهبوا خيرات ستة، وما يزالون)، أما أن ننسى نحن هذا الحق فهو أمر غير مبرر ولا يمكن تفسيره إلا عن طريق حالة تخدير خطرة، تكوّن أهم خاصية لعصر التنمية. كذلك، فإن من بين الحقوق الجوهرية المهملة في الإعلان (وهو حق أقرب ما يكون من البديهيات في الحديث عن الحقوق) هو حق الناس في مناقشة الإعلان قبل نشره، ما دام أنه سيُعلن باسمهم. إلا أن ذلك لم يحصل، إذ تمّ إعلانه باسم الناس جميعاً دون استشارة الناس! من الصعب التفكير في حالة احتقرت البشر أكثر من هذا. كذلك، يهمل الإعلان الحق في التعلم ويستبدله بالحق في التعليم، وهو استبدال لا يمكن أن ينمّ عن براءة. فالحق في التعلم يعني توفير إمكانات ووسائل ومساحات وفرص وأجواء عديدة ومتنوعة تساعد الناس على التعلم (كما كان جو قرطبة مثلا قبل ألف عام) ولا يمكن أن يعني إجبار الأطفال على الذهاب إلى مدارس تهمل الحياة إهمالا شبه كلي وتنمي في الأطفال قيماً تقتل النفوس وتخنق العقول وتربي مشاعر عداوة وكراهية، مثل قيمة التنافس على رموز ومثل تصنيفهم إلى أذكياء وأغبياء وإلى ناجحين وفاشلين. إن فكرة وجود نفس المنهاج ونفس الإطار لكل الطلبة هي فكرة مريبة على أقل تقدير. كذلك، فإن إعطاء شهادات رسمية إلى طلبة في الثامنة عشرة من العمر تشهد على الملأ بأنهم فاشلون قبل أن يدخلوا الحياة، وذلك بناء على امتحان لا يقيس شيئا ذا قيمة حقيقية هو أمر لا يمكن تبريره إلا في حالات متقدمة من التخدير. كذلك، يهمل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية الطفل حق الأطفال في حمايتهم من كل أنواع التلوث المصبوبة باستمرار داخل عقولهم ومعداتهم ونفوسهم، مثل المأكولات والمشروبات والمناهج وبرامج الترفيه، والمليئة جميعاً بالسم البطيء. وهذا أيضا أمر مفهوم إذا تذكرنا أن العديد من برامج التدريب على الإعلان مدعومة من قبل منتجي مواد التلويث هذه. وأخيراً وليس آخراً، ماذا عن الحق في التنوع والذي يقتله الإعلان في كل ناحية من نواحي الحياة تقريبا، بما في ذلك التنوع في مفهوم الحقوق نفسه؟! إن تحرير الفكر والتعبير يعني أن نستعيد التنوع في مفاهيم الناس والشعوب وفي طرق معيشتهم، بما في ذلك ما يتعلق بالحقوق نفسها، وليرافق ذلك حوارات ونقاشات، تبني توجهاً وفكراً جماعياً باتجاه حقوق مشتركة، بشكل طبيعي لا قسري فوقي كما هو الحال عليه الآن. فنخرج بإعلان جديد من صنع الناس، قوامه احترام التنوع في المجتمعات البشرية واحترام حق الشعوب في مواردها واحترام الطبيعة. ولعل أسوأ وأشهر حالة شهدها العالم عبر التاريخ هي حالة سكان أمريكا الأصليين الذين ما يزالون يدفعون أتعاب المحامين منذ فترة طويلة جدا لاسترجاع أراضيهم دون أن يكسبوا دعوى واحدة! إذ يشكّل رفع دعاوٍ في المحاكم، مثالا على حرية التعبير والفكر وليس على تحريرهم
للمزيد
لئن كان التاريخ الحديث قد شهد التكريس المنهجى والمؤسَّسى لنظام الحكم (الديموقراطى الليبرالى) فى أوروبا والغرب عموماً منذ حوالى ثلاثة قرون ، فإن شعبنا قد عرف أيضاً نظام (الشورى) ، سواء لدى ملوك كوش القدماء الذين كان ينتخبهم زعماء القبائل وملوك الفونج وشيوخ العبدلاب ، وكان هؤلاء أنفسهم يُختارون بذات الطريقة ، أم فى تعاليم الاسلام حالَ دخوله لاحقاً إلى البلاد. لذا يخيب مسعى كل من يحاول الإيهام بأن (الديموقراطية) نظام أجنبىٌّ عنا ، جملة وتفصيلاً ، أو انه لا يصلح لنا.على أنه يلزمنا ابتداءً أن نؤكد عدم وجود أى أوهام لدينا بشأن منشأ المفهوم الحديث لهذه (الديموقراطية الليبرالية) فى الفكر السياسى المعاصر : ……………..
1/ (الليبرالية) تبلورت أصلاً فى أوروبا القرنين 17 و18 كبرنامج أيديولوجى للطبقة البرجوازية الصاعدة ، تعبيراً عن حاجتها الاقتصادية ، آنذاك ، لتحطيم حواجز النظام الاقطاعى الذى لم يعد يناسب مقتضيات حركة رأس المال والسلعة وحرية اختيار المهن وانتقال الأيدى العاملة المطلوبة بإلحاح لتطور الصناعة. لذلك قام المفكرون الليبراليون ، وقتها ، بتدمير الأسس النظرية للنظام القديم القائم على النبالة واحتكار الأرض ، وبشروا بمجتمع جديد يمثل مصدر الثروة فيه رأس المال وحرية السوق وخيارات المنفعة. 2/ أما (الديموقراطية) فقد انطرحت معرفياً قبل قرون من (الليبرالية) لتدل على شكل الحكم الذى يتسم بإقرار الحريات والحقوق والمشاركة والمساواة بإزاء سلطة الدولة ، والذى تطلعت إليه المجتمعات الانسانية طوال تاريخها السياسى ، منذ أقدم التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية عند الأسبرطيين والبيزنطيين ، أو عند الاغريق الذين يعود المفهوم بجذره الغالب إلى تلخيصاتهم الفلسفية على أيدى سقراط وأفلاطون وأرسطو ، من جهة ، وإلى تطبيقاتهم الأثينية بالأخص من الجهة الأخرى. هكذا شهدت العصور القديمة أشكالاً ملموسة (للديموقراطية) يتوقف مضمونها على طابع نظامها الاجتماعى. 3/ لكن (الليبرالية) قاومت (الديموقراطية) فى البداية ، قبل أن تعود لاستيعابها من بوَّابة اضطرارها لتوسيع دائرة الحريات والحقوق لتشمل كل المواطنين الذين احتاجت لدعمهم فى ثورتها على الاقطاع. سوى أن هذا الاستيعاب لم يقع نفرة واحدة ، وإنما بالتدريج. فحق التصويت ، مثلاً ، ظل قاصراً على الطبقات الرأسمالية العليا وحدها حتى الثلث الأول من القرن التاسع عشر. ولم تتمكن الطبقة الوسطى فى إنجلترا من التمتع به إلا فى إثر الاصلاح الانتخابى لسنة 1832م. أما العمال فلم يعترف لهم به ، إلا فى نهاية القرن التاسع عشر ، وأما النساء فقد كان عليهن الانتظار ، للحصول عليه ، حتى نهاية الربع الأول من القرن العشرين (1920م فى إنجلترا ـ 1928م فى أمريكا).الشاهد أن (الديموقراطية الليبرالية) مفهوم برجوازى ما فى ذلك شك. ولدت (الليبرالية) أولاً كمفهوم اقتصادى بحت ، ثم ما لبثت أن (تمقرطت) سياسياً فى سياق تطور الثورات البرجوازية ، حيث ارتقت من مستوى (الحريات الاقتصادية) للطبقات الرأسمالية إلى مستوى (الحريات السياسية) للجماهير. من هنا نتج التداخل بين المفهومين ، ربما لكون السيرورة التاريخية (لليبرالية) قد اقترنت أكثر من غيرها (بالديموقراطية). لكن مع انتصار الرأسمالية الحاسم على الاقطاع ، فإن (الديموقراطية الليبرالية) التى تحولت إلى سلاح فى أيدى الجماهير لانتزاع حرياتها وحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أضحت هى نفسها موضع عداء الطبقات والنخب التى يقترن لديها إقرار هذه الحريات والحقوق بتهديد الأساس الاقتصادى السياسى الذى يضمن لها تلك الامتيازات. ***تلك هى الزاوية التى نفذ منها حزبنا ، منذ بواكير تأسيسه على أيام النضال ضد الاستعمار ، إلى موضوعة (الديموقراطية الليبرالية) بجذرها الناشب فى معنى (الحريات العامة) و(الحقوق الأساسية) للجماهير ، والتى أثبتت دروس التاريخ الماثلة أنها أنسب ما يناسب منظومة التعدد السودانى ، متجاوزاً فى ذلك ميراث النقد الماركسى الكلاسيكى لها ، خاصة وأن نشأة الحزب نفسها كانت قد وقعت ، خلال النصف الثانى من أربعينات القرن المنصرم ، فى قلب حركة جماهيرية تمحورت ، على تعدُّد أشكالها شديدة الثراء والتنوع ، حول قضايا (التحرر) الوطنى وتأسيس نظام (ديموقراطى) للحكم. ولكن خبرة الحزب التاريخية فى التنظير والعمل على هذا الصعيد لم تنسرب بمثل هذه السلاسة التى قد توحى بها العبارة ، بل مرَّت بشتى صنوف النتوءات والمنعرجات التى أسبغت على هذه الخبرة طابعاً تركيبياً شديد الخصوصية والتعقيد. فعلى حين بقيت هذه الموضوعة تمثل ، بشكل ثابت ، أحد أهم المطلوبات الاستراتيجية المطروحة فى أفق المشروع الاشتراكى للحزب ، ظلت ملتبسة أيضاً ، فى فترات مختلفة من هذا التطور ، بمفاهيم (الديموقراطية الاشتراكية ـ الشعبية ـ الجديدة ـ الثورية) .. الخ. ومن أهم عوامل ذلك:1/ الأثر الملموس للنموذج الاشتراكى الذى بقى ماثلاً وضاغطاً ، ردحاً من الزمن ، وبالأخص التجربتين السوفيتية والصينية ، على حركة اليسار وحركة التحرر الوطنى العالمية عموماً
دعتالقوى السياسية رئاسة الجمهورية الى الاستجابة للمطالب التي دفعت بها منخلال المذكرة التي سلمتها وزير رئاسة الوزراء ومعنونة الى الرئيسالبشير ونائبه الاول الفريق سلفاكير ميارديت ونائب الرئيس علي عثمان محمدطه، وأضافت القوى السياسية في مؤتمر صحفي عقدته بدار الحزب الشيوعيبالخرطوم (2) ان على رأس اولوياتها في المذكرة للمزيد
اطلاق اسم الشوارع علي هذه المدونة هو محاولة للخروج بمصطلح (الشوارع) مما هو سائد ومستهلك من معاني في القاموس السوداني خاصة المعني السياسي المستخدم كالحشد حول حزب – شخص ما الي معني أن الشوارع هي الحق العام /المكان العام / التي ليست ملكاً لاحد انما للكل /المتنفس/الملهمة/ المدرسة / الجامعة .. الشوارع هي تجسيد لقيمة التنوع ومعني الحق العام وروح المسئولية لكل الناس
أجريت في السودان خمسة انتخابات برلمانية في ظل الأنظمة الديمقراطية في الأعوام: 1953 – 1958 – 1965 – 1968 – 1985. ولا تشمل الانتخابات التي أجريت في ظل الأنظمة العسكرية لأنها انتخابات شائهة عرجاء وأصباغ خارجية لا معنى لها. فما هي الدروس التي نستخلصها من تلك الانتخابات الديمقراطية؟ فالتجارب السابقة إذا لم تترسب في الوعي الاجتماعي وتضيء السبل تصبح حياة الإنسان بلا بعد تاريخي. إن الإنسان حيوان ذو تاريخ والوعي التاريخي والحس التاريخي هما اللذان يفرقان بينه وبين الحيوانات الأخرى التي ليس لها تاريخ وتظل تجتر تجاربها السابقة وتكررها وتعيدها. فبماذا خرجنا من تجارب الانتخابات السابقة حتى يصبح لنا بعدنا التاريخي ولا نجتر التجارب السابقة بلا وعي تاريخي، وحتى تصبح النظرة للمستقبل ليست ضربا من التنجيم والحدس وإنما رؤية تسترشد بالعلم؟
إن إجراء الانتخابات ليس حلا سحريا، فلن تأتي الانتخابات بالحلول السحرية وإنما هي وسيلة تفتح الطريق لإيجاد الحلول التي تواجه المجتمع. وإذا شحنّا الانتخابات بطموحات عريضة فإن ذلك قد يؤدي إلى خيبة أمل أشد إيلاما من انعدام الانتخابات. لقد شهدت البلاد ثلاثة انقلابات عسكرية جاءت كلها بعد انقضاء فترة وجيزة على انتخابات برلمانية. فهل نريد أن نجري انتخابات نبذل فيهت جهدا سياسيا وماليا ثم يأتي انقلاب عسكري ليطيح بذلك الجهد؟
صحيح إن الانقلابات لها عومل مختلفة، ولكن الانتخاب التي لا تعكس الوضع السياسي بشكل ناصع تصبح من أسباب التغول على الحياة السياسية.
كما أن الناس لا تذهب لتدلي بصوتها وكأنهم آلات. إن الإدلاء بالصوت الانتخابي عملية معقدة تحكمها عدة عوامل. وبالنسبة لبلد مثل السودان فإن تلك العوامل متعددة ومتشابكة، وقد لا يوجد مثلها في البلاد الأخرى. أولها المناخ السياسي السائد الذي يلقي بظلاله على الناخبين. وثانيها الأوضاع الإقليمية والعالمية التي لها أثرها المباشر وغير المباشر. وثالثها المناورات السياسية، ولكنها محكومة بالعاملين السابقين، ومحكومة بالقاعدة الاجتماعية التي تحكم مجرى العملية الانتخابية ونتائجها، مما يجعل تأثيرها محدودا وليس مطلقا.
ويتم إجراء الانتخابات من أجل التداول السلمي للسلطة، وليس مجرد ديكور خارجي ليضفي شرعية مزيفة على سلطة غير شرعية. ولذلك فإن المناورات الانتخابية بغرض كسب الأصوت بأي ثمن لن تضفي شرعية على أي نظام. وقد خبرنا تكرار هذه التجربة البلهاء طوال تاريخنا البرلماني.
فما هي الدروس التي نخرج بها من تجربة الانتخابات السابقة؟
أجريت الانتخابات الأولى عام 1953 والطموحات عريضة والآمال بعيدة المدى. فقد استطاع أهل السودان كسر جبروت الاستعمار البريطاني وليس لهم من سلاح سوى المقاومة السلمية من مظاهرات واضرابات. وتمت عزلته في الشارع السياسي. وحتى حزب الأمة الذي شارك في مؤسساته الدستورية وتعاون معه، نفض يده من تلك المشاركة وذلك التعاون. ثم انفجرت الثورة المصرية في يوليو عام 1952، وألقت بثقلها مع الطموحات العريضة للحركة الوطنية السودانية. ولكن الموقف المصري كانت تتجاذبه حماسة الضباط الأحرار من جانب وطموح البرجوازية المصرية التي ما زالت ترى أن: مصر الرياض وسودانها عيون الرياض وخلجانها. وكانت حركات التحرر مشتعلة في أرجاء المعمورة، ويفرد عليها الاتحاد السوفيتي ظله بالدعم والحماية ولن ينمحي هذا الدور لمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي. وفي هذا الجو أجريت انتخابات عام 1953.
انتخابات 1953
في مطلع العام تشكلت لجنة الانتخابات المحايدة برئاسة سوكومارسن الهندي الجنسية وعضوية بريطاني ومصري وأمريكي وأربعة سودانيين. وقامت اللجنة بالطواف على أقاليم السودان. وتبين لها الفرق الكبير بين سكان الحضر الذين يتمتعون بوعي اجتماعي عالٍ وشاركوا في الحركة السياسية وفي صنع أحداث البلاد، وسكان الريف الذين هم في حالة متدنية من الوعي الاجتماعي ومن المشاركة الفعالة في صنع الأحداث. فهل تنقل التجربة الغربية بنصها الذي يعطي صوتا للمواطن بعد أن
اكتمل تطورها هناك عبر مسار طويل، أم تعدل لتناسب واقع السودان؟ كان هذا هو السؤال الملح الذي أثار جدلا كبيرا. فرأى البعض أن عدم إعطاء صوت لكل مواطن فيه خروج على الديمقراطية. ورأى البعض الآخر أن إعطاء صوت لكل مواطن لا يتناسب مع واقع السودان. والديمقراطية الغربية نفسها لم تبدأ منذ يومها الأول بإعطاء صوت لكل مواطن، بل إن النساء لم ينلن حق التصويت إلا بعد الحرب العالمية الأولى. هذا الأمر يحتاج إلى وقفة حتى نستبين الفرق بين التطبيق الخلاق والتطبيق الجامد.
تمت مراعاة الوعي الاجتماعي وعدد السكان عند تقسيم الدوائر، مثال ذلك أن 579 ألف ناخب في كسلا لهم ثلاثة مقاعد في البرلمان، بينما يحصل 640 ألف ناخب في الاستوائية على مقعدين. ورفعت دوائر الانتخاب المباشر من 35 إلى 68. والانتخاب غير المباشر هو أن يختار الناخبون ممثلين عنهم ويختار الممثلون النائب البرلماني الذي يمثلهم. وأعطي الخريجون خمس دوائر. وأثارت تلك الدوائر بعض الجدل، ولكن اللجنة كانت تحاول أن تتعامل مع واقع يختلف عن واقع البلاد الغربية. وذهبت بعض القوى السياسية إلى ان سوكومارسن تم اختياره بإيعاز من عبدالناصر إلى نهرو ليختار شخصا يضع نظاما للانتخات يخدم الحزب الوطني الاتحادي. وهذا رأي ينطلق من أفق محدود. فإذا كانت اللجنة تخدم مصالح الوطني الاتحادي تكتيكيا، فإن الوطني الاتحادي قد وضع رأسه في المكان الصحيح. كما أن مصالح الوطني الاتحادي لا يتم تحقيقها بالمناورات وإنما بالوضع السياسي والمناورات عنصر مساعد وليست عاملا حاسما. فالانتخابات لم تحسمها في الأساس المناورات وإنما الأساس الاجتماعي والوعي الاجتماعي الذي ينبعث من ذلك الأساس ومن قدرات العصر.
واكتنف تلك الانتخابات بعض القصور. فقد حرمت النساء من حق الانتخاب. كما حددت سن الناخب بواحد وعشرين سنة. فحرم قطاع كبير من السكان من حق المشاركة.
فكيف سارت تلك انتخابات؟
الانتخابات البرلمانية عام 1953
بلغ عدد الدوائر في انتخابات عام 1953، 97 دائرة تنافس عليها 227 مرشحا يمثلون ستة أحزاب. وتنافس 22 مرشحا على دوائر الخريجين الخمسة. وكانت النتيجة كما يلي: الوطني الاتحادي 53 – الأمة 22 – المستقلون 7- الجنوب 7- الجمهوري الاشتراكي 3. وحصل الوطني الاتحادي على ثلاث مقاعد في الخريجين ومستقل على مقعد والجبهة المعادية للاستعمار (تحالف الشيوعيين والديمقراطيين) على مقعد. ولكن الأصوات التي حصل عليها حزب الأمة كانت أكثر من الوطني الاتحادي بفارق 47 ألف صوت.
وعلق البروفسور هولت على تلك النتيجة بأنها وضّحت أن معظم تأييد الوطني الاتحادي جاء من المدن ومناطق الاستقرار في أواسط السودان وهو مكان نفوذ الختمية. كما عبرت النتيجة عن رفض الاستعمار البريطاني. ولم يكن تأييد الوطني الاتحادي في رأيه تأييدا للوحدة مع مصر، بقدر ما كان تعبيرا عن الرغبة في التغيير. وكان أيضا تأييدا لموقف الوطني الاتحادي المعادي للاستعمار. وخلص إلى أن النتيجة كانت مثار دهشة بالنسبة للبريطانيين.
وأثار حزب الأمة اتهامات حول تدخل أموال مصرية في الانتخابات. وكان تدخل الأموال الأجنبية حقيقة، ولكن تدخل نفوذ الاستعمار البريطاني أيضا حقيقة. وكان التصويت بالإشارة أيضا حقيقة. ولكن الصراع في تلك الانتخابات لم يحسم على مستوى الأموال الأجنبية والنفوذ الاستعماري والطائفي، وإنما حسمه القطاع الحديث الواعي الذي أتيح له ثقل أكبر في تلك المعركة.
وعبر حزب الأمة بشكل غاضب عن عدم رضائه لنتيجة الانتخابات في حوادث مارس 1954. كان الأول من مارس يوم افتتاح البرلمان، وجاء الرئيس محمد نجيب ممثلا لمصر، فأراد حزب الأمة أن يظهر نفوذه السياسي في الشارع ويعبر عن رفضه للوحدة مع مصر. ومهما قيل عن تلك الأحداث فقد كانت تعبيرا عنيفا في صراع ديمقراطي. وحزب الأمة الذي ظل يتحالف مع الإدارة البريطانية وهو يرفع شعارا هلاميا: السودان للسودانيين، والذي لم يرفع منذ تأسيسه عام 1945 شعارا واحدا معاديا للاستعمار، والذي لم ينظم مظاهرة واحدة من المظاهرات التي تفجرت في وجه الحكم البريطاني، لم يحتمل صدمة الرفض من القطاع الذي ظل ينسج مقاومته للاستعمار البريطاني خيطا بخيط من تضحيات أبنائه.
وكان برلمان 1954 أنجح البرلمانات في تاريخ السودان السياسي. فقد أرسى قواعد النظام الذي يقوم على تداول السلطة سلميا، وأنجز السودنة والجلاء، وتوّج ذلك بإعلان الاستقلال في ديسمبر 1955.
الانتخابات البرلمانية الثانية عام 1958
وعندما أجريت الانتخابات الثانية عام 1958، تغيرت موازين القوى. فقد كانت الحكومة تقوم على تحالف بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي الذي انفصل عن الوطني الاتحادي. فماذا فعلت بقانون الانتخابات؟ ألغت دوائر الخريجين لأن حزب الأمة لم يحصل على دائرة فيها في انتخابات 1953. ولكن الغرض من دوائر الخريجين ليس المكسب الحزبي، وإنما إعطاء وزن للفئة التي لعبت دورا قياديا في مجرى السياسة السودانية. وحزب الأمة نفسه اختار لقيادته السياسية نخبة من المتعلمين المتميزين من أصحاب الكفاءات العالية الذين لا يربطهم به الولاء الطائفي. فكان الإلغاء ردة عن قانون 1953. ثم قسمت الدوائر تقسيما عدديا مطلقا، لأن هدف حزب الأمة الحصول على مقاعد برلمانية، حتى ولو كان ذلك على حساب الإنجاز الذي حققته لجنة سوكومارسن. فأصبح عد الدوائر كالآتي:
ارتفع عدد دوائر دارفور من 11 إلى 22
ارتفع عدد دوائر كردفان من 17 إلى 29
ارتفع عدد دوائر النيل الأزرق من 18 إلى 35
ارتفع عدد دوائر كسلا من 8 إلى 16
ولعله من الملفت للانتباه أن كل مرشحي الحكومة سقطوا في دوائر العاصمة المثلثة.
وألغي شرط التعليم بالنسبة للمرشح، فدخل البرلمان بعض النواب الذين ليست لهم مؤهلات تمكنهم من المشاركة في القضايا التي تطرح. وأجيز قانون جديد للجنسية في يوليو 1957 بدلا عن قانون 1948 الذي حرم أعدادا من المشاركة في الانتخابات السابقة، وكان أغلب المستفيدين منه من أنصار حزب الأمة. فحصل 6264 على الجنسية منهم 3165 من الفلاتة. وأدخل نظام مراكز الاقتراع المتنقلة لإعطاء القبائل الرحل فرصة أكبر للمشاركة في التصويت.
وتمخض عن تلك التعديلات ارتفاع عدد الدوائر إلى 173 وجاءت بالنتائج التالية: حزب الأمة 63 _ الوطني الاتحادي 44 – الأحرار 40 – حزب الشعب 16.
حصلت الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة عبد الله خليل على أغلبية برلمانية، وحسبت أنها حققت حكما مستقرا. وفات عليها أن الديمقراطية لها منابر أخرى هي التي تحقق الاستقرار السياسي وهي المنابر التي أصبحت تعرف اليوم بمؤسسات المجتمع المدني التي تقوم على الاختيار الطوعي بعيدا عن هيمنة السلطة. وفات عليها أيضا أن الديمقراطية تقوم على محتوى اجتماعي هو الركيزة الأخرى لاستقرار الحكم. فالديمقراطية ليست حذلقة لفظية وبراعة خطابية وإجراءات ولوائح. فالناس يسعون في نهاية المطاف إلى العيش في ظل حياة كريمة، وهم يتوقعون أن تكون الديمقراطية أفضل السبل لتحقيق ذلك.
فما هي أهم معالم التجربة الانتخابية الديمقراطية الثانية؟ لم تعش التجربة فترة تمكن من الحكم عليها. ولكن الفترة على قصرها اكتنفتها سلبيات. من أبرزها تغيير النواب مواقعهم الحزبية والانتقال من هذا الحزب إلى ذاك لأن الأموال أصبحت تلعب دورا في تغيير المواقف الحزبية. وأصبحت الحكومة تواجه معارضة من منابر المجتمع المدني. ولم تشفع للحكومة أغلبيتها البرلمانية. وعندما ضاقت واستحكمت حلقاتها ولم تنفرج، قام عبد الله خليل بتسليم السلطة للجيش بعلم حزبه. فما كان باستطاعة حكومة عبد الله خليل قبول المعونة الأمريكية أمام المعارضة القوية إلا بتسليم السلطة للجيش.
وفي هذا الصدد كتب عبد الخالق محجوب يقول إن الديمقراطية اللبرالية في السودان تقف حجر عثرة في طريق التطور الرأسمالي وتشكل عقبات أمام الاندفاع السريع لخلق مجتمع مختلط من الرأسمالية ومواقع التخلف. والتنمية في طريق الرأسمالية تقترن بالعنف في السودان.
هكذا انهارت التجربة الانتخابية الثانية ولم يمض عليها سوى بضعة أشهر رغم الأغلبية البرلمانية.
اندلعت ثورة أكتوبر عام 1964، وبدأت معها التجربة الديمقراطية الثانية والتجربة الانتخابية الثالثة. وخرج الناس تنفخ في أشرعتهم رياح الأمل. وكان لابد أن ينعكس المد الثوري على قانون الانتخابات وعلى الانتخابات التي أجريت عام 1965. وكان لابد أيضا لتوازن القوى الذي حكم خطى الثورة أن يؤثر عليها أيضا. فوسع قانون الانتخابات من المشاركة بالآتي: أعطى النساء حق التصويت للمرة الأولى في تاريخ البلاد. وخفض سن الناخب من 21 إلى 18 سنة. وأعطى القانون للخريجين 15 دائرة. كان ذلك أقصى ما حققه المناخ الثوري. وكان ذلك إنجازا كبيرا بالنسبة لانتخابات 1958. من الجانب الآخر قسمت الدوائر تقسيما عدديا محضا ولم يراع الفرق بين مناطق الإنتاج والوعي والمناطق الأخرى كما حدث في انتخابات 1953، لأن الأحزاب مازالت تلهث خلف المقاعد بغض النظر عن القوى التي تمثلها تلك المقاعد. فتقليد الديمقراطية الغربية في قمتها هو المسيطر عليها. وكان ذلك طبيعيا نسبة لتوازن القوى. ولم تحفل الأحزاب بأن الديمقراطية لا تلغي الاضطهاد الطبقي، ولكنها تجعله أكثر وضوحا. وكلما كان نظام الحكم ديمقراطيا، أصبح العمال أكثر قدرة على رؤية صور الشر في الرأسمالية. هذا ما قاله لينين قبل أن تندثر أقواله مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتغيير اسم مدينة لينينغراد إلى بطرسبيرج.
لقد كانت ثورة أكتوبر حدثا كبيرا في مجرى السياسة السودانية. وقد لخصه عبد الخالق محجوب قائلا: إن الثورة واجهت الفئات التي تداولت الحكم منذ 1953 بالحقائق المذهلة التالية:
أولا: من الممكن أن تنشأ في السودان حركة سياسية مستقلة عن تلك الفئات التي تداولت الحكم مدنيا كان أو عسكريا، والتي ظلت توجه الأحداث منذ الحرب العالمية الثانية.
ثانيا: أن تكون هذه الحركة من الناحية الشعبية من منظمات مهنية ونقابية وجماعات سياسية لم يكن لها شأن كبير من قبل ومن أبرزها الحزب الشيوعي.
ثالثا: أن تستطيع هذه الحركة نسف حكم قائم بطريقة مفاجئة للفئات ذات المصالح ومن بينهم القادة السياسيون البرجوازيون وأن تشكل سلطة لا تنتمي لتلك الفئات.
رابعا: وهو الأمر الخطير – أن ينفصل جهاز الدولة عن السلطة الحاكمة وينضم إلى تلك القوى السياسية في عمل ثوري هو الإضراب السياسي. وكان هذا درسا قاسيا ارتجفت له الفئات الحاكمة والدوائر الاجتماعية من أصحاب المصالح والسلطة الدائمة.
وانتهى تقسيم الدوائر كالآتي:
النيل الأزرق 45
كردفان 36
كسلا 33
دارفور 24
الشمالية 17
الخرطوم 13
الجنوب 60
فبلغ عدد الدوائر 233 دائرة. وشارك في الانتخابات 12 حزبا سياسيا. وقاطع حزب الشعب الديمقراطي تلك الانتخاب
ات، وكان ذلك موقفا متطرفا قصد به حزب الشعب أن يطهر أرديته من دنس التعاون مع النظام العسكري، ولكنه أضعف موقف حزبه والأحزاب القريبة منه من المشاركة الفعالة في الأحداث التي شهدتها البلاد.
كانت نتيجة الانتخابات كما يلي:
الأمة: 92 – الوطني الاتحادي: 73 – مستقلون: 18 – مؤتمر البجة: 15- الشيوعي 11 وكلها في الخريجين – سانو10: جبال النوبة 10 – جبهة الميثاق 5
كانت النتيجة مبعث رضى بالنسبة للأحزاب الكبيرة وكانت أيضا مبعث عدم رضى. فقد أصبح للحزبين الكبيرين أغلبية مريحة، ولكنها أغلبية تقوم على التحالف. فطغت المناورات الحزبية، وكان للحزب الوطني الاتحادي اليد الطولى في تلك المناورات، بالذات بعد انقسام حزب الأمة بين الإمام الهادي وابن أخيه الصادق. وانزعجت الأحزاب للنفوذ الذي تمتع به الحزب الشيوعي رغم عدد نوابه القليل. ولم يقتصر نشاطه على البرلمان حيث قدم معارضة قوية، فقد كانت صحيفته الميدان أكثر الجرائد توزيعا بين الجرائد الحزبية، بل لعلها نافست بعض الجرائد المستقلة. وكان اللقاء الذي يقيمه عبد الخالق كل أسبوع بإحدى دور الحزب في العاصمة يجذب إليه أعدادا كبيرة من المستمعين. وكان خطاب عبد الخالق محجوب في مؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد عام 1965 لمناقشة مشكلة الجنوب كانت له آثار سياسية ذات وزن بعيد المدى. لقد أتضح أن الديمقراطية اللبرالية لها منابر أخرى ذات تأثير غير البرلمان. ويبدو أن الحزب الشيوعي لم يعر اهتماما لتوازن القوى والتمييز بين قدرته في الإفصاح ونفوذه الأدبي من جانب وقدرته العددية.فكانت مذبحة الديمقراطية الكبرى في تاريخ البلاد.
فما الذي حدث؟ أقدمت الأحزاب على حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان مستغلة أغلبيتها العددية في البرلمان. ولا نريد أن نعيد تفاصيل تلك المأساة فقد كتب عنها الكثير. (راجع على سبيل المثال كتابي: الإسلام والسياسة في السودان 1992، وكتابي: معالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، 1999). وأسميها مذبحة الديمقراطية الكبرى لأنها رمت بكل التقاليد الديمقراطية عرض الحائط ولم تحفل إلا بأمر واحد وهو حل الحزب الشيوعي.
ولكن واجهتهم عقبات، بعضها قانوني وبعضها سياسي وبعضها أخلاقي العقبة الأولى حول تعديل الدستور. وكان مبارك زروق قد تقدم بمذكرة عام 1958 حول مبادئ تعديل الدستور خلص فيها إلى أن دستور السودان من الدساتير التي لا يمكن تعديل مواده الأساسية. وعلق عبد الخالق محجوب عام 1967 على تلك المذكرة بأنها تعكس أولا تطلعات جماهير الوطني الاتحادي بعد الاستقلال مباشرة، ويمكن إجمال تلك التطلعات في تثبيت دعائم الديمقراطية، وهم كانوا ضمن الحركة الديمقراطية، وكانوا قوى خارجة وقتها من غمرة النضال. وتعكس أيضا موقف الحزب الوطني الاتحادي وهو في المعارضة ويدرك جيدا أن بقاءه مرتبط ببقاء الديمقراطية، في الوقت الذي بدأت القوى الحاكمة التنكيل بالمعارضة تعبيرا عن عجزها في الحكم. وتعكس أيضا الحياة السياسية عامة التي كانت تتمتع بجو أكثر صحة وعافية من جو التضليل والتهريج وتزييف الإسلام. (جريدة أخبار الأسبوع/ فبراير 1967) ولم تحفل القوى الحاكمة بذلك فأقدمت على تعديل الدستور أكثر من مرة حتى حققت هدفها السياسي. وكانت تلك أكبر مذبحة للديمقراطية في تاريخ السودان السياسي الحديث. وما زالت القوى السياسية مترفعة عن تقديم نقد شجاع لمشاركتها في تلك المذبحة، فقد أخذتها العزة بالاثم.
ثم رفع الحزب الشيوعي قضية دستورية إلى المحكمة العليا. وحكمت المحكمة ببطلان التعديلات التي اتخذتها الجمعية التأسيسية لأنها تتعارض مع الدستور. وأصبح الحكم سابقة قانونية تدرس في الجامعات. فما الذي حدث في السودان؟ تمت المذبحة الثانية للديمقراطية.
ولكن الضربة التي وجهت لقرار الحل جاءت في الانتخابات التكميلية في دائرة الخرطوم شمال وفي انتخابات عام 1967 .
كان أهم تغيير في قانون الانتخابات الجديد إلغاء دوائر الخريجين. وبقيت القوانين الأخرى كما هي. واكتنفت الفترة صراعات حزبية. ورغم أنها صراعات مشروعة، إلا أنها فتت من عضد النظام البرلماني الذي لا يزال في حالة تكوين واستعادة قدراته بعد سنوات الدكتاتورية العسكرية.
ثم برزت الدعوة
للدستور الإسلامي. وكان الصراع السياسي في السودان علمانياً وليس فيه مجال للتلاعب بالدين في المعترك السياسي. فعندما عرض على لجنة الدستور عام 1957 اقتراح بأن تكون جمهورية السودان جمهورية إسلامية وأن يكون الدستور إسلامياً، سقط الاقتراح بأغلبية 21 صوتاً مقابل ثمانية أصوات. فجاءت مسودة دستور 1957 علمانية، ولكن انقلاب 1958 عطل المضي فيها. إلا أن تصاعد الصراع السياسي بعد ثورة أكتوبر، دفع بعض القوى السياسية للزج بالدين في ذلك الصراع.
وشهدت الفترة التي سبقت إجراء الانتخابات بعض التحولات في الخريطة السياسية. فاندمج الحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي في حزب واحد هو الحزب الاتحادي الديمقراطي. وانقسم حزب الأمة إلى جناحين هما جناح الإمام الهادي وجناح الصادق المهدي. وانقسم جماعة الإخوان المسلمين فظهر تنظيم جديد بزعامة حسن الترابي باسم جبهة الميثاق الإسلامي. وبقي الحزب الشيوعي متماسكاً رغم الصراع الذي كان يعتمل في داخله وأدى إلى انقسامه عام 1970. وكانت الأيادي الأجنبية تتدخل في السياسة السودانية بمختلف الأشكال. وفي هذا المناخ أجريت انتخابات عام 1968.
أجريت الانتخابات في 218 دائرة، وشارك فيها 3 ملايين ناخب. وكانت النتيجة كما يلي: الاتحادي الديمقراطي 101، حزب الأمة بجناحيه 72، المستقلون 10 وأعلن أغلبهم فيما بعد انتماءهم الحزبي، الأحزاب الجنوبية 25، جبهة الميثاق 3، الحزب الشيوعي مقعدين. ولكن مقاعد الحزب الشيوعي لها دلالتها. فقد فاز عبد الخالق محجوب على مرشح الحزب الاتحادي أحمد زين العابدين في دائرة أم درمان الجنوبية وهي دائرة الرئيس إسماعيل الأزهري ومن أهم معاقل الحزب الوطني. وفاز الحاج عبد الرحمن عضو اللجنة المركزية للحزب في دائرة عطبرة التي لها وزنها العمالي المتميز. كما أن فوز المرشحين عن الحزب الشيوعي كان صفعة لقرار حل الحزب.
كانت الأجواء التي أجريت فيها الانتخابات، والنتائج التي تمخضت عنها، والأزمة الاقتصادية التي خيمت على البلاد، والصراعات التي اكتنفت المسرح السياسي، كانت كلها هي المقدمة لانقلاب 25 مايو. فلم تكن الأغلبية البرلمانية كافية لحماية النظام الديمقراطي من تغول المؤسسة العسكرية، لأن استقرار النظام البرلماني ليس مجرد أغلبية برلمانية. وكانت تلك هي المرة الثانية التي يؤدي نظام الانتخابات الذي لا يقوم على دعائم راسخة إلى انقلاب عسكري، ولم تكن هي المرة الأخيرة.
الانتخابات البرلمانية عام 1986
أجريت هذه الانتخابات بعد 17 عاما من غياب الديمقراطية. وإذا أضفنا إليها سنوات الحكم العسكري الأول الست، يكون السودان عاش بعد الاستقلال 23 عاما من الحكم العسكري مقابل 7 سنوات من الديمقراطية. وكانت تلك السنوات على قصرها مشحونة بالاضطراب السياسي وبقانون انتخابات غير سوي، مما يجعل منها فترة سلبية قريبة من الحكم العسكري.
وأجريت الانتخابات بعد عام من الانتفاضة التي أطاحت بحكم الفرد. ولم يكن من طموحات الانتفاضة بحكم توازن القوى الذي حكم خطاها أن تصل نهايتها المنطقية وتصفي مؤسسات دولة حكم الفرد. بل إن الانتفاضة اختطفتها (hijacked) المؤسسة العسكرية التي كانت هي نفسها من ركائز النظام المايوي. كما أن الأحزاب الكبيرة وهي الأمة والاتحادي والجبهة الإسلامية، لم تكن من ركائز النظام المايوي المندحر فحسب، بل لم تكن شديدة الحرص على تصفية مؤسساته.
وكان قانون تلك الانتخابات كسيحاً، وعارضته غالبية القوى السياسية. ورغم ذلك شاركت في الانتخابات لأن القوى السياسية لا تصارع في الظرف المثالي الذي تشتهيه، بل تناضل من أجل خلق ذلك الظرف المثالي الذي تشتهيه. وتدخل المجلس العسكري الانتقالي بكل ثقله ليخرج القانون الخاص بدوائر الخريجين ليتناسب مع تنظيم الجبهة الإسلامية. وقد سجلت ذلك في مقال بجريدة الميدان في 18 و20 أبريل 1986.
وأجريت الانتخابات بعد أن استشرت الرأسمالية الطفيلية وانتفخت أوداجها خلال سنوات مايو. والذي يراجع الخريطة السياسية لتلك الانتخابات لن يغيب عنه طفح الطفيلية التي وزعت الأموال يمنة ويسرى في حزام الفقر. لقد ارتكب المجلس العسكري الانتقالي عدة جرائم نكراء في حق الحركة السياسية السودانية، لعل أكثرها بشاعة المناخ الكالح الذي أجريت فيه الانتخابات.
بلغ عدد الدوائر 301 دائرة خصص منها 28 دائرة للخريجين.
وامتدت فترة الاقتراع إلى 12 يوما. فصوت بعض الناس أكثر من مرة. وكانت نتيجة الانتخابات في عمومها متوقعة، ما عدا المقاعد التي حصلت عليها الجبهة الإسلامية والتي فاقت الخمسين مقعدا. ولكن الذي يتأمل في الواقع السياسي لن يجد في تلك النتيجة غرابة. ولكن الجبهة رغم تلك المقاعد التي حصلت عليها وأصبحت الحزب الثالث في البلاد، قامت بانقلاب عسكري واستولت على السلطة. فهل كانت النتيجة مقدمة للانقلاب أم النتيجة لم تكن تعكس الواقع السياسي فاستولت الجبهة على السلطة بالقوة وليس بالطريقة الديمقراطية؟ إن الحزب الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة سوف يعتمد على تلك القاعدة للوصول للحكم وليس على المؤسسة العسكرية. فكانت انتخابات 1986 المرة الثالثة التي تمهد فيها لانقلاب عسكري. فهل نحتاج لدرس ثالث أم كفانا ما تلقينا من دروس؟
2. ان تكون لديه معرفة أولية بمهارات التخطيط الاستراتيجى.
3. لا يشترط ان يكون من أبناء الدائرة أو الدوائر القريبة.
4. ان تكون لديه معارف ومعلومات عامة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالدولة.
5. أن يكون ملماً بمشكلات الدولة وتأثير هذه المشكلات داخليا على المواطنين وعلى علاقة الدولة بدول العالم الخارجى.
6. أن تكون لدية خلفية قانونية عن عمل البرلمان وكذلك القواعد القانونية التى تنظم الانتخابات.
7. أن تكون لدية خلفية سياسية عن العلاقة بين سلطات الدولة وموقع البرلمان من هذه العلاقات.
8.ان يكون مهتما بقراءة الصحف اليومية والأسبوعية، وتحليل المشكلات التى تتناولها هذه الصحف وتأثيرها على الصعيدين الداخلى والخارجى.
ب- اختصاصات مستشار الحملة
1. وضع الخطة العامة لإدارة الحملة.
2. الإشراف على تنفيذ الخطة العامة لإدارة الحملة.
3. وضع التصورات اللازمة شهريا لتغير بعض بنود الخطة بناء على تصورات أرض الواقع.
4. إعداد رؤية المرشح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
5. اعداد الكلمات والخطب التى يلقيها المرشح فى المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية.
6. توجيه المرشح فى أفعاله وأقواله أثناء لقاءاته الجماهيرية أو فى المؤتمرات.
الإشراف العام على تطبيق الخطة الاعلامية.
7. اللقاء مع بعض القيادات المؤثرة إذا رغب المرشح فى ذلك.
8. متابعة تنفيذ الخطة من خلال رئاسته لاجتماع هيئة مكتب الذى يضم مدير عام الحملة ، ورؤساء القطاعات، والمسئولين الإداريين والمالية، والأمنية، والإعلامية.
9. يتشاور معه المرشح يوميا ان أمكن فى إدارة الحملة الانتخابية.
10. تلقى أى شكاوى من المرشح حول إدارة الحملة الانتخابية وإزالة أسباب هذه الشكاوى بالتعاون مع مدير عام الحملة، ورؤساء القطاعات.
11. القيام بالزيارات المفاجئة للمقار الانتخابية، لتتأكد من حسن سير العمل.
12.التعاون مع المرشح فى تغير تصورات الحملة إذا كان لدى المرشح معلومات موثقة أو مؤكدة من جهات، لا تستطيع ادارة الحملة الوصل إليها.
13. اعداد تقرير شهرى للمرشح عن حجم الانجازات والتطورات فى الحملة وتحركات المنافس (الخصم).
ثانياً: مدير عام الحملة
أ- السمات الخاصة بمدير عام الحملة
1. ان يكون شخصاً موثوقاً فيه بدرجة عالية جداً من المرشح.
2. أن يكون من أبناء الدائرة وبقدر الامكان له صوت انتخابى.
3. أن يكون لديه معارف وعلاقات عامة جيدة بأبناء الدائرة.
4. أن يكون ملما بقدر الإمكان بالمشكلات الرئيسية بالدائرة.
5. أن تتوافر فيه مهارات القيادة، واتخاذ القرار، والحزم فى قيادة فريق الحملة.
6. أن يكون محبوباً بقدر الإمكان من الناخبين بالدائرة، وأن يكون مشهوراً عنه أخلاقه الحميدة، وقدرته على التواصل مع الناخبين فى حل مشكلاتهم.
7.يفضل لو كان عضواً منتخباً فى البلديات، او صاحب وظيفة مرموقة فى نظر أهالى الدائرة، أو مشهور عنه معينة لأى اعتبارات أخرى.
8. أن يكون صبوراً فى التعامل مع فريق الحملة، ومع الناخبين، ويجنب الشخص العصبى عن أن يكون مديراً للحملة.
9.ان تكون لديه معارف ومعلومات عامة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالدولة وتحديداً بدائرته.
10.أن يكون لديه علاقات عامة وتواصل مع قيادات الرأى بالدائرة
11.أن يكون بعيداً بقدر الإمكان عن أى مساوئ انتشرت عنه فى الدائرة أو شائعات (قبل بداية الحملة) يمكن أن تنال منه ومن فريق الحملة.
12. أن يكون منتمياً للتيار الأقوى فى الدائرة سواء كانت طبيعة هذا التيار دينية أو سياسية، أو قبلية، أو اجتماعية وذلك بقدر الإمكان.
13. أن يكون سريع البديهة وفطناً فى متابعة حل المشكلات التى تواجه الحملة، أو فى التواصل مع الناخبين.
14. أن يكون ذو ثقافة عامة بالتركيبات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية بدائرته.
15.أن يكون قد مضى تعلى العلاقة الشخصية بينه وبين المرشح من 3-5 سنوات أو أكثر للتأكيد على توفر عامل الثقة فى العلاقة بينهما.
16. ان يكون مشهوراً عنه حركته فى الدائرة فى أوساط الناخبين، وانه يفضل العمل الميدانى الحركى فى قيادة الحملة.
17.أن يكون لديه أصدقاء بقدر الإمكان فى مختلف مناطق الدائرة.
18. أن يكون قادراً على انجاز التقارير اليومية والأسبوعية التى يطلبها منه مستشار الحملة.
19.أن يكون مقتنعاً بأهداف الحملة، وخططها، واستراتيجياتها، وكذلك بشخص المرشح وقدرته على التمثيل النيابى.
20. أن يكون شخصاً قادراً على كتمان أسرار الحملة، وعدم الثرثرة، أو بعبارة أخرى يكون من الشخصيات ذات الحديث القليل والمركز والمفيد.
ب- الاختصاصات الوظيفية لمدير عام الحملة
1. الإشراف على عمل رؤساء القطاعات، وتنسيق أعمالهم فى إطار الخطة المركزية للحملة.
2.تمثيل المرشح مع رؤساء القطاعات فى اللقاءات الجماهيرية المباشرة.
3. الإشراف المالى بالتعاون مع المسئول المالى للحملة عن الأنشطة لكل قطاع.
4. إعداد التقارير الأسبوعية لمستشار الحملة عن الدائرة فى ضوء التقارير المرفوعة اليه من رؤساء القطاعات.
5. إبداء الملاحظات والتوجيهات لرؤساء القطاعات بإضافة أعمال جديدة فى ضوء نظرته العامة.
تابع اختصاصات مدير الحملة
6. عقد اللقاءات الجماهيرية المباشرة أسبوعيا مع الكتل التصويتية المؤثرة، وشرح أفكار المرشح وبرامجه فى الدائرة.
7. زيارة المقرات الانتخابية فى القطاعات المختلفة وإبداء الرأى فى تطوير عملها وإبلاغها إلى رؤساء القطاعات.
8. مناقشة المشكلات العامة للحملة من حيث التنظيم، اختراق المنافس لبعض القطاعات، تحسين صورة المرشح ضد بعض الاشاعات الكاذبة ونقل هذه الصورة لرؤساء القطاعات.
9. إبلاغ مستشار الحملة بأى تطورات مفاجئة تستدعى تغير فى بعض بنود الخطة.
10.حضور المناسبات الاجتماعية مع رؤساء القطاعات خاصة لدى العائلات أو المناطق التصويتية المؤثرة ( أفراح – عزاء ).
11. الإشراف على الإعداد والترتيب للمناسبات الاجتماعية الكبرى فى الدائرة بالتعاون مع رؤساء القطاعات.
12. النزول المباشر الى جماهير الدائرة والتحدث معهم بشأن المرشح، ويكون نزوله مفاجئ وبعيدا عن رؤساء القطاعات لمعرفة نقاط القوة والضعف فى عمل كل قطاع.
13. الإشراف العام على المؤتمرات الانتخابية فى القطاعات وحفلات الاستقبال للمعنيين فى القطاع.
14.عقد اللقاءات كل أسبوعين مع اللجان الاستشارية المشكلة من قيادات الرأى فى كل قطاع.
15. الإشراف العام على اختيار مندوب المرشح ووكلاءه فى اللجان الانتخابية
ثالثا: الاختصاصات الوظيفية لنائب مستشار الحملة للتخطيط العلمى
1. التحقق من كل المعلومات المستخدمة فى قاعدة بيانات الحملة.
2. إصدار التوجيهات اللازمة للمسئولين العلميين فى الحملة.
3. تقديم تقرير لمجلس إدارة الحملة عن النتائج والتوقعات بالنسبة لكل منطقة.
4. إزالة معوقات جمع المعلومات التى يقوم بها كل مسئول على حدة .
5. التأكد من تطبيق الخطط الموضوعة للحملة وتحقيقها لأهدافها
6. التشاور الدورى مع
مستشار الحملة فى نتائج التطبيق العلمى للحملة.
7. إجراءات الاتصالات المباشرة مع مسئولى المربعات حول المعلومات، وإزالة العوائق التى تعترض خط سير الحملة.
8. المراجعة الدورية مع لجان خلايا المناطق لنتائج كل منطقة.
9. التأكد من مراجعة المستهدف فى كل مربع انتخابى، وإمكانية زيادته بعد دراسة مواقف الخصوم.
رابعاً: اختصاصات المسئول العلمى لكل منطقة
1. جمع المعلومات اللازمة عن المنطقة لاستخدامها فى قاعدة البيانات.
2. تقديم تقرير أسبوعى لنائب مستشار الحملة الذى يرفعه إلى مستشار الحملة حول نتائج التخطيط العلمى فى كل منطقة.
3. العمل على سد كل نواقص المعلومات فى قاعدة البيانات .
4. إجراء الاتصالات مع لجان خلايا المناطق ومسئولى المربعات ، والحراس لجمع المعلومات اللازمة عن الحملة .
5. فى حال نقص المستهدف من الأصوات فى أى مربع وفق نتائج التخطيط العلمى ، عليه أن يبلغ ذلك فوراً لنائب مستشار الحملة ومستشار الحملة من أجل تلافى الأخطاء وتحديد وجهة الاختراق بالنسبة للناخبين المستهدفين .
6. مقارنة الكشوف الانتخابية بأعداد المستهدفين فى كل مربع انتخابى .
7. ترتيب المربعات الانتخابية الأكثر قوة ، والأكثر ضعفاً مع بيان بالنتائج بأسباب القوة ، والضعف .
8. القيام بزيارات ولقاءات مفاجئة وغير مرتبة لأي مربع انتخابي للوقوف على صحة المعلومات ، وبناء الإدراك السليم لنتائج التخطيط .
خامساً: المسئول الإدارى للحملة
أ- السمات الخاصة بالمسئول الإدارى للحملة
1. أن تكون لديه معرفة جيدة بالتنظيم الإدارى.
2. أن يكون شخصاً موثوقاً فيه من جميع أفراد الحملة خاصة مدير الحملة، ويفضل أن يكون معروفاً شخصياً لمدير الحملة.
3. أن يكون قادراً على تقديم تقارير إدارية منتظمة لمدير الحملة كل يومين على الأكثر.
4. أن يكون سريع البديهة وفطناً فى التعامل مع المشكلات الإدارية التى تواجه الحملة.
5. أن يكون من أبناء الدائرة.
6. ألا يكون عصبى المزاج، ولديه القدرة على التواصل مع مختلف أفراد الحملة.
7. أن يكون مشهوراً بالأخلاق الطيبة، والسمعة الحسنة.
ب- اختصاصات المسئول الإدارى للحملة
1. التعاون مع رئيس القطاع ومسئول المقر فى إزالة أسباب الشكاوى الإدارية فى كل مقر .
2. تنظيم ملفات الحملة ، وتجميع التقارير المختلفة من رئيس كل قطاع وإعداد تقارير تحليلية عن طبيعة المشكلات العامة والخاصة فى جميع أنحاء الدائرة ، وتقديم صورة منها لمدير الحملة ، ومستشار الحملة .
3. التعاون مع رؤساء القطاعات فى تجميع المطالب المالية وتقديم صورة منها لمدير الحملة ، ومستشار الحملة.
5.إعداد خريطة مفصلة لكل مناطق الدائرة ، وحجم الكتل التصويتية فى كل منطقة ، ومناطق قوة وضعف المرشح المنافس فى ضوء المعلومات التى سيحصل عليها من رؤساء القطاعات وتغير هذه الخريطة على الأقل مرة كل أسبوعين .
6. متابعة نتائج أعمال موقع الانترنت وتجميع دور رؤساء القطاعات ومستوى المقر على المقترحات الجديدة الواردة على موقع الانترنت وإعداد وملف خاص بهذه الردود.
7. إعداد ملف خاص لكل قطاع ، على أن يتضمن الملف الخاص بكل قطاع ملفات أخرى فرعية بكل منطقة وتقديم تقارير أسبوعين عن هذه الملفات لمدير الحملة، ومستشار الحملة .
8. إعداد الملف المالى بالتعاون مع المسئول المالى للحملة يتضمن أوجه الانفاق الأسبوعى ، وتقديم صورة من هذا الملف إلى مدير الحملة ، والمسئول المالى للحملة ، ومستشار الحملة .
9.التواجد الدائم فى المقر العام للحملة والإشراف على أعماله الإدارية .
10.ترتيب اجتماعات هيئة مكتب الحملة ، وتجهيز الأوراق ، وأجندة الأعمال الخاصة بكل اجتماع .
تلقي هذه الدراسة، التي أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كورقة خلفية لورشة العمل الإقليمية حول البرلمان وإصلاح قوانين الأحزاب (الاجتماع الأول لمجموعة العمل)، الضوء على التجارب الدولية في تشريع قوانين الأحزاب، وتركز على تجارب الدول العربية في هذا المجال. وتناقش هذه الورقة النماذج المختلفة في التشريع للأحزاب، تتراوح من قوانين تنص على منع الأحزاب، إلى أخرى تساهم في التشجيع على عمل الأحزاب من خلال وسائل كالتمويل والنظام الانتخابي.
مدونة عبدالعظيم محمد أحمد باحث ومدرب قي مجال الحقوق و الانتخابات تهدف المساهمة في نشر وترسيخ ثقافة ديمقراطية ووعي بالعملية الانتخابية والمساهمة في رصد ومراقبة الانتخابات في السودان