بيان أخطاء كتاب الحكومة المدنية
-“لم يكن لآدم أى سلطان على أبنائه سواء عن طريق الحق الطبيعى الممنوح للآباء أو المنحة الإلهية وبالتالى فهو لا يملك السيطرة على العالم وهذا يخالف ما يبدو فى الواقع وحتى إذا كان يملك مثل هذا السلطان فلم يكن لأبنائه الحق فى التمتع به وحتى إذا كان لورثته هذا الحق فإن تقرير من يجب أن يتمتع بحق التوارث وبالتالى السلطة كان غير ممكن نظر لعدم وجود قانون طبيعى أو إلهى يقرر هذا الحق وحتى إذا أمكن تقرير هذه المسألة فإن حدود سلطة الأب الشرعية آدم قد ضاعت معالمها خلال الأجيال البشرية التى تعاقبت فيها أسر عديدة لدرجة لا يمكن لإحداها أن تدعى لنفسها الحق فى الميراث “ص9 والخطأ الأول أن أدم(ص)أن آدم(ص)لم يكن له سلطان على أولاده ويخالف هذا أن الله فى كل وحى أنزله جعل للوالد سلطان على أولاده وقد أنزل الله على آدم(ص)الهدى وهو الشريعة فقال له بسورة البقرة “وقلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون “كما أن آدم(ص)باعتباره رسول بعث من أجل أن يطاع من الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء “وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله “والخطأ الثانى أن آدم(ص)لم يكن يملك السيطرة أى السلطان على العالم وهذا يخالف أن الله جعل آدم(ص)خليفة أى حاكم فى الأرض فقال بسورة البقرة “إنى جاعل فى الأرض خليفة “والخطأ الثالث هو عدم وجود قانون إلهى يقرر حق التوارث والسلطة فى عهد آدم(ص)ويخالف هذا أن الله أنزل الهدى وهو الشريعة وفيها حق التوارث وكيفية اختيار السلطان وشروطه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة “قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم هدى منى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ”
-“ولكى نفهم السلطة السياسية على الوجه الصحيح بعد الرجوع إلى نشأتها يجب علينا أن نراعى الحال التى عليها الناس بالفعل وهى الحرية المطلقة فى تسيير دفة أعمالهم والتصرف فى ممتلكاتهم وأشخاصهم حسب ما يرونه موافقا لهم فى نطاق قانون الطبيعة دون مطالبتهم بالتخلى عن شىء “ص13 “خلق الناس بطبعهم أحرارا متساوين ولم يحرم أحد من هذا الحق أو يخضع لأى سلطان سياسى دون رضاه وهو رضا يتفق فيه مع أخرين “ص83والخطأ هو أن حرية الناس مطلقة فى كل شىء ويخالف هذا أن الخلق كلهم عبيد لدى الله مصداق لقوله تعالى بسورة مريم”إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا “والله لم يشرع العبودية المعروفة فى بداية البشرية وإنما الناس هم الذين اخترعوها ليفتروا على بعضهم البعض
-“ويرى الحكيم هوكر أن هذه المساواة التى أوجدتها الطبيعة بين الناس شىء واضح فى حد ذاته شىء لا يقبل الجدل “ص13 والخطأ هو أن المساواة شىء واضح بين الناس ويخالف أن المساواة ليست شىء واضح بدليل أن الناس فيهم الأصحاء والمرضى وذوى العاهات وبدليل أن منهم الذكور ومنهم الإناث وبدليل أن منهم الأطفال والبالغين وبين هذا وذاك لا توجد مساواة إلا فى الشريعة الإلهية وهى مساواة ليست كاملة
-“إذ لا يمكن تصور إنسان يدين نفسه من أجل ذنب طاوعه ضميره على اقترافه فى حق أخيه”ص20 والخطأ هو عدم تصور إدانة إنسان لنفسه بسبب ذنب اقترفه فى حق أخيه ويخالف هذا أن الله طالبنا أن نقول الحق ولو على أنفسنا فقال بسورة النساء “يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم “كما أن إخوة يوسف(ص)اعترفوا بذنبهم فقالوا كما بسورة يوسف “تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين “واعترفت امرأة العزيز على نفسها فقالت بنفس السورة “الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين “واعترفت نسوة المدينة فقلن “حاش لله ما علمنا من سوء ”
-“فطبقا لقانون الطبيعة الأساسى فإن الإنسان يجب أن يبقى أطول مدة ممكنة “ص23 والخطأ أن قانون الطبيعة الأساسى هو بقاء الإنسان لأطول مدة ممكنة وهو تخريف فبقاء الإنسان لأطول مدة ممكنة ليس قانونا من قوانين الطبيعة وإنما الذى من القوانين هو تفاوت أعمار الناس فمنهم من يموت طفلا ومنهم من يموت شابا ومنهم من يموت شيخا وفى هذا قال تعالى بسورة غافر “ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ”
-“فعملى الذى أخرج هذه الأشياء من حالة الشيوع التى كانت فيها قد ثبت ملكيتى لهذه الأشياء “ص23والخطأ هو أن عمل الإنسان يثبت ملكيته للأشياء والعمل فى الأرض لا يثبت الملكية لأن كل شىء فى الأرض والسموات ملك لله مصداق لقوله تعالى “له ملك السموات والأرض”كما أن الإنسان المولود عاجزا كأن يكون مشلولا أو أعمى بحيث لا يقدر على العمل حسب هذا القول لا يملك أى شىء لأنه لا يعمل فهل هذا سبب لمنعه من الملكية؟قطعا لا لأن الله جعل الكل سواء فى ملكية الأرض فقال بسورة فصلت “وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين “ولذا أوجب الله على الأصحاء أن يعطوا بعض أموالهم للعجزة وغيرهم من ذوى الحاجات حتى ولو كانوا أصحاء مثل الأطفال اليتامى والمجانين
-“وقد حددت الطبيعة مقياس الملكية على أساس مدى ما يبذله الفرد من مجهود وما تتطلبه الحياة من راحة “ص38 والخطأ هو أن مقياس الملكية الذى حددته الطبيعة هو مجهود الفرد فى عمله وهو تخريف لأن المجهود قل أو كثر ليس هو مقياس الملكية عند الله وإنما مقياس الملكية هو الصلاح وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء “ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون “ولو جعلنا المجهود وهو العمل مقياسا للملكية لكان العجزة والمجانين والرضع خارج قائمة الملاك لأنهم لا يستطيعون العمل ومن ثم عليهم أن يموتوا جوعا من أجل هذا
-“فالعمل هو الذى يحدد قيمة الأشياء ويتيح للمرء أن يقف على مدى الفرق بين زراعة فدان تبغا أو قصب سكر أو شعيرا وبين فدان من نفس الأرض متروك دون عناية أو استغلال وعندئذ سوف تجد كيف أن تقدم العمل هو الذى يصوغ قيمة الأشياء “ص41 والخطأ هو أن العمل يحدد قيمة الأشياء وفى الحقيقة لا يحدد العمل قيمة الأشياء لأن العمل ينقسم لنوعين 1- عمل ظاهر نراه أو نلمسه أو نحسه وهذا له قيمة ظاهرة معروفة حسب تكلفة ما دخل فيه من مواد 2- عمل خفى كتعليم الصغار والدعاية للدين وهذا العمل ليس له قيمة ظاهرة وإنما هو متعدد النتائج فقد ينجح مع البعض ويفشل مع البعض وقد ينجح مع الكل وقد يفشل مع الكل فهل نحاسب القائمين به على أساس النجاح والفشل؟لو فعلنا هذا لكان ظلما للعاملين فمثلا نبى مثل نوح(ص)سيكون أسوأ العاملين لأن ابنه الوحيد وزوجته كفروا وهذا دليل على فشله- حسب الرأى المحاسب على أساس النجاح والفشل – وكذلك لوط(ص)وقطعا هذا غير معقول ومن ثم فقيمة العمل لا يمكن أن تكون فى المال وحده ولذا فأى أساس لحساب القيمة غير المساواة وهى العدل فى أجور العاملين مهما اختلفت أعمالهم والعدل أن يأخذ كل منهم ما يكفيه وأسرته على أساس مساواة الفرد بالفرد والفردين بالفردين000 يصبح ظالم
-“فحيثما وجد رجلان بغير قانون قائم أو قاض عام يحتكمان إليه ويفض المنازعات بينهما فهما بذلك لم يخرجا من حالة الطبيعة وما زالا خاضعين لقوانينها التى تجر عليها المتاعب معرضين للذل والاستعباد من جانب أمير ذى حول وقوة “ص78 والخطأ هو وجود ما يسمى بقوانين الطبيعة بين الناس ولا وجود لقوانين الطبيعة بين الناس فلو تركنا مجموعة أطفال رضع فى الطبيعة دون معين ستكون النتيجة هى موتهم ولو فرضنا أنهم كبروا فلن يكون لديهم أى قانون لأنهم فى تلك الحالة مجانين كما أن الطبيعة لا تعلم القوانين وإنما القوانين مصدرها الله وإما يخترعها الإنسان من عند نفسه بعدما عرف قوانين الله
-“فإذا حاولت أن تجد الوسيلة التى تحمى بها نفسك من بطش هذه اليد القوية فإنك بذلك تتمرد وتعلن العصيان ومن الغباء أن يحاول الناس تجنب ما أرادته لهم الأقدار بوضعهم هذا يفضلون عليه حياة الغاب الأولى يعتبرون ذلك أمن لهم وأكثر سلامة “ص80 والخطأ هو أن محاولة الناس تجنب ما أرادته الأقدار لهم غباء وهو قول جنونى لأن لا أحد يعرف الأقدار وما دمنا لا نعرف الأقدار فمن حقنا كناس أن نفعل ما نراه حق لنا
-“أما إذا كانوا على بينة من أصلهم فهم يقارنونه بما ينقله الرواة من حوادث وأخبار وينطبق ذلك على كل الأمم والطوائف فى العالم فيما عدا اليهود الذين ذكر تاريخهم بالتفصيل “ص87 والخطأ هو أن اليهود هم الأمة الوحيدة المعروفة التاريخ بالتفصيل والحق أن هذا التاريخ المفصل فى التوراة المحرفة متناقض وهو من ضمن تحريفهم الوحى مصداق لقوله تعالى بسورة النساء “من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه “