زوجات مصريات يضربن أزواجهن..!!
دراســـــــة ميدانية..
—————————————-
aliyoucef@maktoob.com
—————————
أدعو القاريء الكريم أن يتأمل الدراسة القيمة التالية :
الظاهرة تزداد في الأحياء الراقية وبين الطبقات الثرية 28% من الزوجات المصريات يضربن أزواجهن |
||
الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة
منذ عقود طويلة من الزمن كان قيام الزوج بضرب زوجته أمراً عاديا إن لم يكن يشكل ظاهرة في المجتمع إلا أنه في السنوات الأخيرة ومع خروج المرأة للعمل وصدور العديد من القوانين التي أخلت بقوامة الرجل على المرأة انتشرت ظاهرة في بعض الأسر المصرية وهي قيام الزوجة بضرب زوجها. ولعل أغرب ما صدر في هذا المجال هو تلك الدراسة التي أعدتها د. فادية أبو شبيهة – الباحثة بالمركز القومي للبحوث حول العنف المصري والتي كشفت فيها أن معدلات ضرب الزوجات لأزواجهن في مصر قد زادت بشكل مثير حيث قفزت من 23% عام 2003 لتصبح 28% عام 2006 لتفوق أعلى المعدلات على المستوى العالمي متفوقة بذلك على الأمريكيات وهن في المرتبة الثانية بنسبة 23% بينما البريطانيات في المرتبة الثالثة بنسبة 17% ثم المرأة الهندية في المرتبة الرابعة بنسبة 11% . وقد كشفت الدكتورة فادية في دراستها أن معدلات ضرب الزوجات لأزواجهن تزداد في الأحياء وبين الطبقات الراقية عن الشعبية حيث تبلغ فى الأحياء الراقية 18% بينما تبلغ فى الأحياء الشعبية 12% لكن قد تكون هذه فروق أحصائية فقط لأن عامل الصراحة والشجاعة في الأعتراف يكون بارزا أكثر في الأحياء الراقية . وتقول الدراسة أن النساء عندما يرتكبن العنف ضد الرجل فإنهن يفعلن ذلك بشدة وقسوة حسب درجة القرابة بين الزوجين وغالبا ما تكون لديهن دوافع وانفعالات وصراعات مكبوتة تجاه المجني عليه ويكون الدافع لأسباب اقتصادية وبعضها يعود إلى التنشئة الإجتماعية . وعن أسباب وأشكال ضرب الزوجة لزوجها أعد الدكتور محمد المهدي رئيس قسم الطب النفسي جامعة الأزهر بكلية طب دمياط دراسته الحديثة يقول فيها : (( الأسباب التي أدت إلى العنف الأنثوي ترجع أولا إلى حالة الانتقال من مرحلة تحرير المرأة إلى مرحلة تمكينها حتى أدى ذلك إلى استيقاظ عقدة التفوق الذكوري لدرى الرجل فراح يمارس عدوانا سلبيا ضدها فهبت هي لتؤدبه مستخدمة العنف ، وهناك تفسير أخر يرجع إلى حالة التفوق الأنثوي الملحوظ في السنوات الأخيرة على مستوى التعليم والعمل والتفوق العلمي كما أن المرأة تشعر دائما بأنها المسئولة عن أسرتها واحتياجاتها وأكثر تواجدا مع أبنائها في حين أن الرجل يعيش على هامش الأسرة فيخرج للعمل نهارا ويعود ليس لديه طاقة لمتابعة مشكلات بيته وأبنائه )) . ومن الأسباب أيضا الاستقلال الاقتصادي لبعض النساء والذي أعطاهن شعورا بالندية في المقابل نجد أن دور الرجل تراجع بسبب تعرضه للكثير من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية أدت إلى شعوره بالإحباط والقهر .. فتعامل مع المرأة والمجتمع بطريقة العنوان السلبي والنتيجة أن ظهرت عليه علامات اللامبالاة والصمت السلبي والتجاهل . وقد حلل الدكتور المهدي سمات الضرب الأنثوي في دراسته ووصفه بالاختلاف من حالة لأخرى فقد يكون حدثا عارضا في لحظة انفعال شديدة بدافع من القهر عليها من زوجها كما أن الصورة النمطية للمرأة على أنها كائن رقيق في علاقتها مع الرجل يجعل تصورها وهي تضرب زوجها أمراً غريبا ، لكن في الواقع حين تتعرض المرأة للقسوة من زوجها مدة طويلة تفجر بداخلها طاقة عدوانية غير متوقعة ربما لا يصل بها الأمر للضرب فقط بل وللقتل أيضا وغالبا لا يكون ضرب الزوجة عنيف فهو ضرب غير مبرح فقط تعبير رمزي عن الشعور بالظلم والأمانة . وأخيرا قدم الدكتور محمد المهدي أنماطا من الضرب النسائي وهي : 1)الضرب المزاحي: بأن تمزح الزوجة مع زوجها باليد وأحيانا يجد فيه الزوجان المتعة كنوع من تحريك المشاعر والألفة الزائدة بينهما ، 2) الضرب الدفاعي: تدافع فيه الزوجة عن نفسها بالرد على عدوان زوجها ، 3)الضرب الانتقامي: وهو نتيجة قهر مستمر أو قسوة زائدة من الزوج أو حالة غيرة شديدة أشعل نارها في قلب زوجته وفي هذه الحالة لا تضرب الزوجة مباشرة لكنها تتحمل لفترة من الوقت حتى تصل مشاعر الغضب لذروتها وتعتدي عليه بالضرب ، 4)والنمط الرابع: أن تكون الزوجة ذات صفات سيادية فتستمتع بضرب زوجها واهانته في حين يكون الزوج هو الأخر مستمتعا بهذا الضرب ، 5)والنمط الخامس: ضرب الزوجة المسترجلة للزوج السلبي الاعتمادي فالمرأة هنا أكثر سيطرة وقوة والرجل ضعيف وسلبي لذلك فهو يبتعد منها لأنه يقبل منها أن تأذيه وهو شكل غير مقبول اجتماعيا وأحيانا تكون المرأة مسترجلة كطبيعة فطرية فيها وأحيانا تكون مكتسبة بسبب أهمال الزوج لمسئولياته وهي تصبح بدلا منه في تحمل المسئولية حتى تحافظ على بي وعلى الجانب الأخر أكدت الدكتورة نادية حليم – مدير برنامج المرأة والمستشارة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية – أن مصر مجتمع شرقي له عادات وتقاليد وإذا كانت هناك بعض الحوادث والجرائم وقعت بالفعل إلا أنها لا تمثل ظاهرة ولكن حالات فردية وقعت نتيجة التغيير الكبير الذي حدث في مجتمعنا والظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها حتى أننا نجد أسرة كاملة تقيم في غرفة واحدة بالإضافة إلى عدم تمكن بعض الأزواج من الصرف على أسرهم وتتفق معها د. بثينة الديب – خبيرة المركز ومستشار الأمم المتحدة للتنمية البشرية – أن النسبة التي تم إعلانها وهي 40% مبالغ فيها جدا مشيرة إلى أن بعض وسائل الأعلام في الفترة الأخيرة صورت الرجل المصري في موقف الخضوع والخنوع وهي صورة سيئة بالطبع ولا تعبر عن الواقع الحقيقي مشيرة إلى ان هناك سيدات متسلطات يقمن بقمع أزواجهن وذلك لأسباب كثيرة تختلف من أنسان إلى أخر أهمها ضعف الرجل أو اعتلائها منصبا أعلى منه أو يكون دخلها المادي أعلى منه أيضا . وتشير نهاد أبو القمصان – رئيس المركز المصري لحقوق المرأة – أن هناك عددا من الرجال يلجأون إلى المحاضر الكيدية في أقسام الشرطة ويزعمون أنهم تعرضوا للاعتداءات ومحاولات الضرب من أزواجهم بل و يلجأون إلى عمل تقارير طبية وهمية وذلك بهدف التخلص من الزوجة والزج بها في إحدى القضايا ، وأضافت أن مثل هذه الإحصائيات تسيء إلى المرأة المصرية عن طريق الزعم بانها متسلطة عدوانية وعنيفة . أما الدكتور احمد جمال ماضي أبو العزايم – أستاذ الطب النفسي فيرى أن هذه الإحصائية سليمة مشيرا إلى أن عنف المرأة الذي كان يوجه إلى الأبناء أنتقل ضد الأزواج نتيجة التغيرات التي حدثت في المجتمع بعد أن أنتقلت المرأة من مرحلة التحرير إلى مرحلة التمكين ثم صدور قانون الخلع وأصبحت المرأة قادرة على خلع الرجل فلماذا لا تضربه ؟! وأكد على أن معالجة هذه الظاهرة يتم عن طريق نشر التوعية بتشجيع خروج المرأة للعمل بالإضافة غلى تخصيص أندية للسيدات حيث تخرج إليها المرأة ولا يمنعها الزوج من الذهاب إليها كنوع من التنفيس مشيرا إلى أن محافظ محافظة "قنا" السابق خصص ناديا للمرأة وكان يشجع السيدات على الذهاب لهذا النادي . وعن رأي السيدات في تلك الظاهرة تقول نهى.ع.أ موظفة بالشهر العقاري: (( إن هذا الأسلوب مرفوض تماما ولكنني أعرف سيدات ذوات شخصيات قوية يفرضن سطوتهن على الرجل فقط وضربت مثلا بإحدى قريباتها أن حياتها كانت سهلة وبسيطة في بداية الزواج وبعد أن أنجبت 3 أطفال بدأت تدب المشاكل بينها وبين زوجها فكانت مجرد صراخ وعويل فقط نتيجة الضغوط الحياتية والمشاكل الاقتصادية ولكن في نفس الوقت تحترمه وتكن له كل تقدير لكن الأمر لم يصل للضرب أبدا.. هذا شيء مرفوض تماما )) . وتؤكد هنية موسى– ربة منزل: (( أن أختها الصغرى تزوجت منذ خمس سنوات وتعمل بأحد المولات الكبرى بمدينة نصر ولها مرتب كبير أيضا وزوجها صاحب معرض للأدوات الكهربائية ولكن بخيل جدا ولا ينفق على أولاده الأربعة خاصة وهم في مراحل تعليم مختلفة ودائما يترك لها المنزل ونتيجة لذلك هي دائما تردد أنني سأطلب الطلاق أو الخلع ولكنها لا تستطيع أن تنتهك أسلوب الضرب حتى باللسان فالقانون موجود ويعطي المرأة جميع حقوقها )). وتؤكد سامية.م.س – سكرتيرة بأحدى المدارس الخاصة: (( انها دائما على خلاف مع زوجها منذ بداية حياتها وأنها تحملت هذه الحياة الصعبة نتيجة ظروفه الاقتصادية ولكنها ترفض مبدأ التطاول باللفظ أو الضرب مشيرة إلى أن الزوجة تحترم زوجها أمام أقاربها وزملائها وإذا شعرت أنها تنتهج أسلوب الضرب فلا تستطيع أن تعيش معه لحظة واحدة لأنها لا ترضى عن نفسها ولا عن استمرار الحياة معه بعد ذلك )).
|
||
المصدر : الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة 21.6.2010 |