هدوء حذر بـ«وسط سيناء» بعد توقف الاشتباكات بين «الشرطة» و«المطلوبين»
قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مهربين مصريين نجحوا يوم الثلاثاء الماضي في تهريب نحو 48 سيارة حديثة إلي قطاع غزة عبر أحد الأنفاق بمنطقة الدهينية جنوب رفح، فيما نجحت أجهزة الأمن في ضبط سيارتين فقط داخل النفق.
وقالت المصادر إن تبادلاً لإطلاق الرصاص قد وقع بين الشرطة والمهربين قبل أن يتم ضبط السيارتين داخل النفق، فيما تمكن المهربون من الفرار إلي داخل الأراضي الفلسطينية.
ويجهز النفق المعد لتهريب السيارات بطريقة تسمح بمرور السيارات بطريقة آمنة تقلل من احتمالات اصطدام السيارة بالنفق مما قد يؤدي إلي انهياره؛ حيث إن أرضية النفق مجهزة ومنبسطة بما يتيح للسيارة السير دون أن تتعرض للغرس في التربة الرملية، كما أن جوانب النفق محكمة للغاية بشدات من الحديد تشبه الألواح المستخدمة في صناعة حاويات البضائع التي تكون علي السفن، كما أنه يمكن تهريب الشاحنات الصغيرة أيضا، بعد أن تدخل النفق عبر المهبط الأسمنتي.
وتنزل السيارة إلي النفق عبر مهبط قطره ثلاثة أمتار، ويتم سحبها بعد ذلك إلي الجانب الفلسطيني، لأن سيرها بالمحرك قد يؤدي إلي تدميرالنفق واكتشافه بسهولة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسود فيه حالة من الهدوء الحذربقري وسط سيناء لليوم الرابع علي التوالي، حيث توقفت الاشتباكات بين البدو والشرطة،وقالت مصادرأمنية مصرية بشمال سيناء إن عمليات الدهم التي تقوم بها الشرطة بحثا عن مطلوبين متوقفة هذا الأيام؛ إلا أن المدرعات والعربات المصفحة مازالت تحاصر قري وسط سيناء لمنع هروب المطلوبين إلي أماكن جبلية أخري وحصارهم في منطقة واحدة تمهيدا للقبض عليهم.
وقال مصدر «نحن الآن في مرحلة إعادة تقييم الحملات الأمنية السابقة، تمهيدا لبحث استراتيجية جديدة للقبض علي المطلوبين بأقل الخسائر الممكنة». وأضاف أن القوات المتمركزة عند أطراف قري الوسط في انتظار صدور تعليمات جديدة للتحرك.
وقال إن الشرطة لن تتراجع عن القبض علي المطلوبين، ولن تكف عن مطاردتهم. وأن الظهورالعلني للمطلوب الأول سالم لافي في صور يشير فيها بعلامات النصر قد أثار استفزاز رجال الأمن، خاصة أن الشرطة تطارده منذ هروبه في فبراير الماضي، بعد هجوم شنه معاونوه علي سيارة الترحيلات التي كانت تقله للسجن، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل ضابط وجندي وإصابة اثنين آخرين.
وقال مصدر أمني آخر إن تمسك الشرطة بضرورة القبض علي سالم لافي والدلح أو تسليم نفسيهما للمثول أمام محكمة القضاء يهدد جهود التهدئة التي يقوم بها أحد أعضاء البرلمان بضمانات من جهة سيادية لإنهاء التوتر.
وأضاف أنه يمكن التفاوض في بقية المطالب الخاصة بالإفراج عن المعتقلين، والذين قد بدأ بالفعل إطلاق سراح مجموعة منهم وتخفيف الإجراءات الأمنية علي الحواجز وجسر قناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي.
الدستور 8-7-2010