استنكر بشدة الأحكام المتشددة في قضيتي الديه والمعامير .. سماحة الشيخ القائد:

 

استنكر بشدة الأحكام المتشددة في قضيتي الديه والمعامير .. سماحة الشيخ القائد:

فلتستقل الحكومة إن كانت لا تدري عن سوق الدعارة في البحرين

الوفاق – 10/07/2010م – 12:05 ص | عدد القراء: 164

سماحة القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم
 

شن سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم هجوماً لاذعاً على واقع ممارسة الدعارة في البحرين، موضحاً أن هناك "سوق للدعارة يظهر فيها مئات وألوف من العاهرات من جنسياتِ مختلفة، وأن تجارة هذه السوق هي خزيٌ وعارٌ وفضائح وجرائم، وخيانةٌ لأمانة الحكم، وإسقاطٌ لكرامة هذا البلد، وتمريغٌ لشرفه في تراب الذل والمهانة والسوء والمنكر تتحمل الحكومة كل مسئوليته وتبعاته أمام الله والشعب".

وتحدث سماحة القائد خلال خطبة الجمعة الأخيرة عن الأحكام في قضيتي المعامير والديه وقال بأنها جاءت "متشددة وبلا أدلة مثبته وأن هذه الأحكام صدرت فقط بناءً على اطمئنان المحكمة مع الإعراض عن كل القرائن المضادة وإلغاء الاعتبار لكل آثار التعذيب على أجسام المتهمين". وأكد سماحة القائد "أن ما تدل عليه سياسة التشدد في الأحكام الأخيرة هو خلق أجواء التوتر والتهييج وتلبيد الأجواء وتفجيرها، والقضاء على كل فرص الهدوء وغلق كل أبواب الحوار".

نص خطبة الجمعة (415) 26 رجب 1431هـ 9 يوليو 2010م:ـ

المبعث النبوي الشريف:
جائت بعثة المصطفى محمد بن عبدالله (صل الله عليه وآله) وحياة الأبدان في جزيرة العرب في شحٍ وبؤسٍ وفوضى واضطراب، وحياة الارواح في كل الدنيا قد تعدت مرحلة الجفاف إلى الموت عند الناسفي الكثير وشارفت الدنيا على أن يغمرها الظلام، فانعشت بعثته (صل الله عليه وآله) حياة البدن واخرجت الانسان من بؤسه وفوضاه، وبعثت حياة الروح بعد موت، وانقذتها من شدة جفاف، وطارد نورها الظلمة في كل الأرض.

وستبقى حياة الابدان مرهقة، وشمول المادة في عسرِ وإن تيسرة الوفرة، وطغت الثروة، واستطال المال، وسيعم جفاف الروح، وتموت انسانية الإنسان، وتغرق الأرض في الظلام، وتلفها الظلالات، ويزداد السوء، كلما ادبر الناس عن نور البعثة، واعطوا ظهورهم للإسلام، لا نرتقب إلا شراً، لا نرتقب إلا سوءً، لا نرتقب إلا محناً متراكمة إذا اخذنا بالإبتعاد عن الإسلام.

وستزهوا الدنيا، وتستنير الأرض، وتحيا الروح، ويبعث الإنسان، وتستقيم الحياة، وترقى الأوضاع، وتهنئ الأحوال، ويغيب البؤس، إذا كانت عودةٌ للإسلام والتحام بخط البعثة النبوية واهتداء بأنوارها واستقامة على طريق هذا النور.

وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام):
الحاجة إلى الإمام المعصوم هي الحاجة إلى الإسلام التام في صورته وواقعه المتنزل من الله ـ سبحانه ـ على قلب نبيه الخاتم (صل الله عليه وآله)، وهذا الإسلام بحده التام وصورته الواقعية باقٍ ببقاء الإمام، ومتأثر بدرجةٍ وآخرى بارتفاع روحه إلى بارئه، لولا وجود إمامٍ معصومٍ بعده.

والإمام المعصوم بما هو اعرف انسان بالله في وقته، واعبدهم إليه على الحقيقة، فهو اقوى سببِ لتنزل الرحمة الإلهية على أهل الأرض، وامتن حبلٍ يصلهم بنور السماء، وآآمن قيادة تأخذ بلإنسانية إلى الله، وتقيم عدله في الناس وتجنبهم المزالق.

والإمام الكاظم (عليه السلام) هو الإمام السابع من أئمة أهل البيت المعصومين (عليهم السلام) الذين يمثلون آماناً لأهل الأرض، ونوراً لله عزوجل في ظلامتها.

وما أكثر ما فرطت الآمة في حق أئمتها الهداة، وعادتهم، واقصتهم، ونكلت بهم، وقدمت عليهم من سواهم، وخذلتهم، وآذتهم، واودعتهم السجون والطوامير ومنهم هذا الإمام العظيم، وقتلتهم، وشردتهم، وانفصلت عن امامتهم وهداهم، ولازال البعض يعادي أهل البيت (عليهم السلام) إلى اليوم، ويؤذيه ذكرهم، ويشن الحرب على من والاهم، ويتقرب إلى الله سبحانه جهلاً بقتل زوارهم، فإن لله وإن إليه راجعون.

رحيلٌ إلى جوار الله:
قد رحل الرجل الكبير آية الله السيد محمد حسين فضل الله إلى جوار ربه ورحمته ورضوانه إن شاء الله، مخلفاً وراءه دنيا الناس يعيشها اهلها قليلاً أو كثيراً ثم يرحلون، وكلنا إلى ذهاب ولا يبقى شيءٌ في يدنا من هذه الحياة إلا إيمانٌ صدق ونيةٌ حسنة وعملٌ صالح {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}[1].

رحل السيد وترك وراءه ساحة عربية واسلامية وعالمية، مليئة بالتحديات التي تحتاج إلى الكثير من الكفاءات العالية والرجال المؤمنين المخصلين، وقد خاض السيد غمار الساحات الثلاث جهاداً صلباً على خط الله وبهدى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، بإرادة الرجل المؤمن القوي، وعزمه الممضاء، وقصده العظيم، ونيته السليمة، وقلبه المحب، ونفسيته المنفتحة، ورؤيته الإيمانية، ورفضه للظلم وعشقه للعدل، ونفسه الطويل الصبور، وآمله الكبير، وثقته العالية، وتوكله على الله، واخلاصه للإنسان، ووفاءه لدوره الخلافي في الحياة، وهمه الرسالي، وتطلعه لما عند ربه.

خاض غمار الساحات الثلاث بكفاءةٍ وصبرٍ وثباتٍ ويقين، ولم يدبر في هذه
طوال السنين، ولقد كان خندقه دائما خندق الإسلام والمستضعفين، وقتاله لجبهة الظلم والطغاة والمستكبرين. رحم الله السيد المجاهد وآجزى ثوابه وآعلى مقامه ورفع درجته عنده وجعله في السعداء المرضيين.

كفا مخازي فاضحة:
في متابعاتٍ خبرية للمجلس الإسلامي العلمائي يوم الإثنين عن "الوسط"[2] عن صحيفة "باتايا نيوز" التايلندية أن: (شبكة تتكون من عدة نساء تايلنديات ورجال بحرينيين يستخدمون أساليب مختلفة لجذب التايلنديات إلى الارتحال إلى البحرين من أجل العمل في البغاء رغماً عنهن). وعن الصحيفة التايلندية أن آساليب العصابة قد تم الكشف عنها: (من قبل اثنتين من التايلنديات ممن ذهبن إلى البحرين واكتشفن أنهن أرسلن للعمل في الدعارة، وقد التجأتا إلى سفارة تايلند في البحرين العام الماضي).

هذا الخبر ضم إليه مافي متابعات الإثنين عن "الوسط"[3] من خبر السباق المحموم في سوق الدعارة البحرين بين الصينيات والاثيوبيات والتايلنديات، والتنافس على كسب هذه السوق العار القذرة من قبل الجنسيات الثلاث واغراق البحرين بسلعة الفحشاء المحرمة والفتاكة بالشعوب تحت رعاية كبار عبيد المال والشهوة، امعاناً في محاربة الله ورسوله وعداءً لدينه وافساداً لإنسان هذا الوطن والآمة.

سوق الدعارة في البحرين فيما يظهر سوق مئات وآلوف من العاهرات من جنسياتِ مختلفة، وهذا خزيٌ وعارٌ وفضائح وجرائم، وخيانةٌ لآمانة الحكم، واسقاطٌ لكرامة هذا البلد، وتمريغٌ لشرفه في تراب الذل والمهانة والسوء والمنكر تتحمل الحكومة كل مسئوليته وتبعاته أمام الله والشعب.

رحمكِ الله يا بحرين الإيمان والتقوى والذكر والتلاوة والمحراب والعبادة والشرف والإباء والعفة والأصالة، وانقذك من هذا السوء والذل والعار والهوان والخزي كله. وإننا لكلنا مسئولون.

وفودٌ بحرينيةٌ تجوب الدنيا بحثاً عن العاهرات، ولتغرير البريئات من مختلف الشعوب لنشر الفاحشة في بلد الإسلام والإيمان، واغراقاً لسوق الدعارة في هذا البلد الكريم بمختلف الجنسيات، اشاعةً لمهنة البغاء واعماراً على طريقة الشيطان لفنادق الكبار بما يشبعون هم الرذيلة عند الباحثين عن الجنس الحرام.

هذا هو التقدم المنشود، والمجد الموعود، وبناء الوطن القوي، وتخريج رجالٍ أشداء، والأمهات الطاهرات، والآجيال الرشيدة النجيبة؟ هذا هو التحصين الثقافي والخلقي والديني، والحفاظ على كرامة الإنسان ورعاية انسانيته؟ هذه هي السياسة الناجحة في بناء وطن الإكتفاء والقوة والصمود والشموخ والعز والاباء؟

هذا ما جادت به وتفجرت عنها العقليات السياسية المسئولة من خططٍ إبداعية ومشاريع إعجازية لبناء مستقبل وطنٍ وشعبٍ وامة، وإذا كان كل ذلك يجري والحكومة لا تدري ولا تريد، فالتنعزل الحكومة.

وكيف لا تدري، وكيف لا تريد، ولو تحدث صوتٌ خافتٌ في زوايةٍ مغمورة من زوايا المجتمع بما لا تشتهي السياسة، لوصل إليه سمع الحكومة وبصرها وبطشها وصطوتها.

احكام متشددة:
جائت احكام قضية المعامير وقضية الديه متشددة بلا ادلة مثبته، وكان مدار هذه الاحكام على ما نشرته الصحافة على اطمئنان المحكمة مع الإعراض عن كل القرائن المضادة وإلغاء الاعتبار لكل آثار التعذيب على اجسام المتهمين.

وليس مدعى المحكمة أنها علمت بالجرم علما حسيا، ليس من مدعاها ان لديها ادلة قوية وليس من مدعاها أنها علمت بالجرم علما حسيا، وإنما هو الحدس والظن الشخصي القاصر البعيد عن درجة القطع، فهل هذا المستند الواهن على تقتيره يكون مبررا لهذه الاحكام المتشددة المتعسفة؟، سيقولون أننا نضاد العدالة ونلغي حرمة الدم، كذبٌ هذا.

إننا إذا علمنا بأن قطرة دمٍ هدرت ظلماً، طالبنا ولو كان على القريب أن يقام الحد، إلا أن يعفو صاحب الدم … الكلام عن طريق الإثبات.

لكن السياسة سياستان: سياسة تأخذ بالعدل وتستهدف الإصلاح وبناء الثقة على اساسٍ صحيح واشاعة المحبة، وهذه السياسة لها آساليبها ووسائلها ومؤسساتها. وسياسية تأخذ بغير هذا ولا تهتم ببناء ثقة ولا اشاعة المحبة بين الناس، وهذه السياسة لها آساليبها الآخرى ووسائلها ومؤسساتها.

وإن سياسةً من النوع الأول، يصاحبها عادةً جو هادئ بلا مظاهرات ومسيرات واعتصامات واحتجاجات صارخة، ولا تعتمد التشدد والقسر، ولا تحتاج إلى كثرة في السجون، ولا تنتشر فيها المحاكات السياسية والآمنية، ولا تتجدد وتتكرر حتى لا تخلو منها الساحة باستمرار، ولا تعتمد مؤسساتٍ يلازم طبيعتها الفساد.

أما سياسة من النوع الثاني، فتخلق جواً صاخب، ومناخا خطراً مضطربا، وعواصف وزوابع، وطابع آسلوبها التشدد والقهر وكسر العظم، والوسائل فيها سجنٌ وتعذيبٌ ومحاكماتٌ مستمرة واحكامٌ متعسفه، وما اضر السياسية الثانية بأهلها والشعوب والأوطان، وما انفع السياسة الأولى.

إن المُستهدف لخلق أجواء التوتر له طرقه ووسائله وإثاراته، ويجيد وسائل التهييج وتلبيد الأجواء وتفجيرها، ويقضي على كل فرص الهدوء ويغلق كل أبواب الحوار.

وإن لمستهدف التهدئة وترطيب الأجواء واصلاح ما بين الناس والأوضاع، طرقه ووسائله الآخرى المجانسة لهدفه، وهو حريصٌ على فتح أبواب