مصيبة ،كارثة فضيعه :حوت يتبرز المسك الاسود لفظ انفاسه مساء امس

حدثني صديقي عكولة قائلا :
استيقظت صباح امس على رنات متواصله ومتقطعه من صديقي الحشاش ، الملعون ابخل من (مادر) مستحيل يتصل على حسابة كل اتصالاته عبارة عن رنه وقصيرة جدا بـ لكاد تنتبه ان الهاتف رن ، ولا تتجاوز رناته مرة واحدة لاغير ، حاولت ان افهمه اكثر من الف مره ان يترك الرنة تطول قليلا حتى اسمع الهاتف ، واقسمت له بالقبة والسلسلة
ان الرنات مجانية ولا يحتسب عليها رسوم وانى لن ارد عليه ، بل ساغلق الهاتف واعيد الاتصال به على حسابي ، لكنه لم يقتنع وظل يردد ان عمانتل لايأمن مكرها الا القوم المغفلون ،

هذه المرة ظلت رناته تتواصل على غير العادة ، كنت اعلم انه الحشاش رغم تكرار الرنات فصوت رناته تمتاز بالقصر الشديد بحيث يمكن تمييزيها من بين الف رنه ، ولكن الكسل والنعاس كان كابسا على نافوخي الى درجة عجزت فيها عن النهوض من الفراش ، مع ان حدسي يحدثني ان وراء رنات الحشاش مصيبه

كانت ام حنش في المطبخ تسلخ جلد دجاجة من ال الصفا الوطنيه ، لم اكن اعلم انها منزعجه من رنات الحشاش حتى اقتحمت على الغرفة كالصاعقه وعيناها ترميان بشرر كالقصر، هجمت على كـ لبوة تنقض على حمار وحشي، جرجرتني من قفاى حتى استويت قائما ،واخذت الهاتف ورزعته في وجهي وقالت بصوتها المجلجل شوف هذا الحمار اللى صار له ساعة يرن عليك !! رد عليه ردت الميه في زورك وزوره ودفعتني حتى سقطت على الفراش وانصرفت
تحسست اطرافي وعمودي الفقري وحمدت الله ان الزلزال مر بسلام وان عظامي لم تتدشدش ، فتحت الهاتف واتصلت بالحشاش ، بالكاد رن هاتفه حتى رد بصوت مبحوح متحشرج وانفاس متقطعه، يلهث كالهاث الكلب المسعور !!
قلت خير ؟؟ مالك تلهث وانفاسك متقطعه؟
قال: سمعت الخبر ؟
قلت اى خبر !
قال: يعني ما سمعت شىء !
قلت: لا ما سمعت شىء ! اخير اللهم اجعله خير
قال قرب لى اذنك؟
قلت: الله يخيبك انا اكلمك من الهاتف كيف اقرب لك اذني؟؟!!
قال:لا تؤاخذني المصيبة اخذت عقلي ، اسمع عندي خبر سري للغاية
قلت: اى خبر؟؟
قال: الجماعه وجدوا حوت نافق مساء امس والخبر اكيد 100%100 والله يستر من عواقبها

سقط الهاتف من يدي وترنّحت وفقدت الاحساس باطرافي للحظات ، ثم احسست بتيار كهربائي يسري في جسدي ، وهيأ لى ان رجلى الشمال اطول قليلا من رجلي اليمين ، حاولت ان اتمالك نفسي ،واجمد قلبي ، وحينما ثبت عودي اخذت الهاتف وسألته بصوت خافت حتى لا يسمعني احد فيظن انى اتدخل في السياسة ، هل الحوت اللى نفق على من الحيتان الكبار الكبار اللى في بالي بالك ام انه حوت عادي ؟
قال: لا لا لا حوت كبير كبير جدا من النوع اللى يتبرز المسك الاسود.

قلت: باعتبارك محلل خربوطي ، ومتخرج من كلية طز ، ومتخصص في شؤون البتاع؟
هل تعتقد ان في الامر مؤامرة ؟؟ ومن في ظنك يقف خلفها ؟؟

قال: يا اخي الموضوع كبير جدا ولا استبعد ان تكون هناك مؤامرة ، لأن الحيتان الكبيرة لايمكن ان تنفق هكذا فجأة خاصة في شهر يوليو، فالحيتان عادة تنفق في شهر نوفمبر او يناير وليس في يوليو ، اعتقد ان في الامر ان واخواتها ، لا اخفيك سرا اخي عكولة انا قلبي حاس ان البلد على كف عفريت والمستقبل مظلم وربنا يستر .

قلت : طيب هل اتصلت بصديقنا زعتور ع؟ فزعتور عفريت وسرسري ما يخفى عليه شىء وبكل تأكيد عنده الخبر اليقين

قال: الحقيقة لا ادرى ان كان قد بلغه الخبر ام لا ، على كل حال سوف اتصل به واخبره بما سمعت ، وهكذا اتفقنا على التواصل فيما بعد.

اغلقت الهاتف وخرجت الى ام حنش اخبرها عن المصيبة ، وقبل ان افتح فمي بـ كلمة التفتت نحوى و قالت: هاه من الحمار اللى كان يرن عليك؟؟
قلت : انه صديقي الحشاش
قالت: حشه تحش رجولكم انته واياه، وماذا يريد الحشاش هذا !
قلت :مصيبة مصيبة يا ام حنش .
استوت واستقامت ووضعت البصل والسكين من يدها وجرجرتني من قفاى حتى اقعدتني على الكرسي وقالت اخبرني عن هذه المصيبة يا ابو المصائب ، من طأطأ لسلام عليكم. وايك والكذب.

قلت : صديقي الحشاش اتصل واخبرني بخبر سري للغاية
قال : ان حوت كبير نفق مساء امس والجماعه في حيص بيص
قالت: حوت كبير ؟؟ كيف يعني كبير ؟؟
قلت : حوت كبير من النوع اللى يتبرز المسك الاسود .
ارتعشت ام حنش وانتفضت وتزلزلت ووضعت يدها على قلبها وفقرت فاها ، ثم اغلقت فيها ، ثم غلبها فوها، فصاحت وولولت ويلي ويلي يا ويللي . حوت من بتوع المسك الاسود نفق ، يا ويلي يا ويلي عليه العوض ومنه العوض ، ياحسرتي على المسك الاسود ، وياخوفي على باقي الحيتان.

قلت: والمصيبة ان الحشاش يعتقد ان في الامر مؤامرة كبيرة وان الحوت لم ينفق قضاءا وقدر، وقال انه سمع ان الحوت كان يتبرز مسك اسود بالاطنان (معلش هذه الزيادة من عندي)
كانت الساعة قد شارفت على الثانية ظهرا واقترب موعد نشرة الاخبار في تلفزيون عمان الملون ، فتحنا التلفزيون على غير العادة ، لاننا عادة لا نفتح تلفزيون عمان الملون حتى لا نتدخل في السياسة ،لكن الظرف كان استثنائيا.

وقبل ان تدق ساعة برج الصحوة تمام الثانية مساء دق جرس الباب ، كان صديقي زعتور طائر السعد واقفا على الباب متأبطا جريدة الزمن ،
توقف الزمن وانا انظر في عينيه لعلي المح في بريقها جديدا عن خبر الحوت ابو مسك اسود .
سلم بكف الاشارة وقال مبتسما هل اتصل بك الحشاش؟
قلت : نعم
قال: بكل تأكيد اخبرك عن الحوت كم اخبرني ؟
قلت :نعم هل لديك اى اخبار ؟
قال: يا اخي انت والحشاش حمقى ومغفلين وقفاكم اعرض من مضيق هرمز وتسوون من الحبة قبة ، خبر الحوت منشور في جريدة الزمن ياشطار ، والخبر عادى وتافه ويحدث في كل فصول السنة وفي كل بلاد الدنيا ومن سنن الحياة ،يا عمي خذ الجريدة اقرأ الخبر بنفسك بتمامه وتفاصيله الممله وانصحك مرة اخرى اذا رن لك الحشاش لاترد عليه واذا قال لك اى خبر لا تصدقه.

فتحت الجريدة قرأت الخبر بنصه وفصه ولن احرمكم من قرأته وهذا نصه كم ورد في الزمن
((لوى ــ الزمن:
نفق أمس حوت ضخم على شواطئ ولاية لوى بمنطقة الباطنة في حادثة تعد الأولى من مدة طويلة.
وتجمهر عدد كبير من المواطنين حول الحوت النافق الذي أكد شهود عيان أنه كان على قيد الحياة عند جنوحه، وما لبث ان فارق الحياة بعدها مباشرة.
))

ضحكت ملىء شدقي وشكرت صديقي زعتور بشدة
ام حنش كانت خلف الباب تشنف آذانها وتسرق السمع وتضرب كفا على كف، فأيقنت انى هالك لامحاله وكرهت ان يشهد زعتور الواقعه فطلبت منه المغادرة وتعللت بانى مريض ، ، وقبل ان اغلق الباب كانت يدها قد امسكت بقفاي ، أمنت حينها بالقضاء والقدر وسلمت امري لله.
كان آخر ما سمعته قبل ان يغمى علي
اوهى تصيح : خذها منى وانا ام حنش يا صديق الحشاش.