سهـل اتين سيـاحة وصـياعـه وقلة ادب: فـ اين الشرطة السرية؟
مع أن منطقة السهل في محافظة ظفار تمتد من أطراف المغسيل إلى ما بعد ولاية مرباط في خط يتخلله الرذاذ والعيون وتكسوه الخضرة إلا أن غلب السياح من مختلف مناطق السلطنة ومن الخليج تتكدس في منطقة ضيقة جدا تسمى (سهل اتين)
كنت أظن أن مضبي (ابوسعيد) ا لذي بلغت شهرته الأفاق هو السبب في تكدس السياح في تلك البقعة المباركة ، حتى شنت بلدية ظفار غاره صباح يوم اسود على محلات ( ابوسعيد ) فسحقت جرافاتها أكثر من ثلثي الموقع ومنه موقع المضبي، في مشهد درامي يشبه في مجمله هدم الصهاينة لبيوت الفلسطينيين ، ومن غرائب الصدف وسخرية الأقدار أن البلدية تحججت بنفس الحجة التي يتحجج بها الصهاينة( عدم وجود ترخيص للبناء) مع أن الأخ ابوسعيد ترعرع محله تحت عين البلدية ورعايتها الكريمة وفجأة أصبح المشروع برمته مخالفا للقانون، حكمة لا يدرك أبعادها إلا بلدية ظفار!! وقد آتها الله الحكمة وفصل الخطاب
بعد أن سحقت البلدية محل (ابوسعيد) ظلت جموع السياح تتوافد على سهل اتين وربما بإعداد اكبر من ذي قبل ،أدركت حينها أن الأمر لا يعود إلى مضبي أبى سعيد وروائحه الزكية ، فشطح عقلي وأبعدت النجعه وظننت أن الأمر يعود إلى وجود مسرح المروج الشامخ ككهف من بقايا عاد وثمود ، وخاصة حينما تصدح منه الأخوات العربيات المجاهدات بأفخاذهن وأردافهن وأعجازهن نصرة لقضية السياحة ودعما للأشقاء في العروبة وتوسيع لشعارنا الوطني ( نبضنا واحد ) ليشمل كل الإخوة العرب ويتحد النبض مع النبض في ملحمة تاريخيه تقودها الأخت المجاهدة نناسي عجرم ولفيف من الأخوات الماجدات من الخليج إلى المحيط.
ظل هذا الظن السيئ راسخا في ذهني وكاد أن يصل إلى درجة اليقين حتى بداية هذا الخريف الذي سيشقه رمضان إلى نصفين ، نصفه لله ونصفه للبلدية والسياحة وللأخوات المجاهدات ، ففي بداية هذا الخريف قررت أن أغادر احلاس بيتي وان أتجول كل مساء في سهل اتين ليس حبا في السهل ولا كرها في غيره وإنما عملا بالحكمة المعروفة ( مد رجليك على جد لحافك) فرحلة إلى سهل اتين تكلف ريال بترول وريال وجبة صغيرة ونصف ريال للتحليه وإذا ما ضربت المبلغ اليومي في شهر ستكون النتيجة كارثة لجارنا البنجالي بابو صاحب الدكان فلن يبقى من الراتب الا نصيب الفأر.
في الحقيقة شدني منظر السهل في البداية ، ففي مربع ضيق ترى الناس وكأنهم في ساحة المحشر ، وسيارات من كل الأنواع يغلب عليها الدفع الرباعي المناسب للمنطقة ، والأرقام العمانية تزاحم الأرقام الخليجية في دلالة واضحة على أن السياحة الداخلية بدأت تنافس السياحة الخارجية ـ، يعني خبزنا من دقيقنا وهذا بكل تأكيد مفيد للاقتصاد الوطني وفق نظرية (شلولخ )
ما لفت نظري أكثر من الرذاذ والخضرة والوجه الحسن ، وادمي قلبي هو تزايد عدد الصّيع خاصة من الخليجيين ولا ابرىء طبعا بعض أبناء الوطن ، فقد لاحظت بعيني وسمعت من آخرين أن أعدادا كبيرة من الشباب بلغت بهم قلة الأدب والاستهتار وسوء الفعال درجة السفاهة والقبح والجرأة في وقاحة، بحيث يطوف احدهم على الأسرة وبناتها أكثر من عشر دورات بسيارته الفارهه ويرمون بأوراق تحمل أرقام الهواتف ويتلفظون بكلمات وقحة ، الأمر الذي بدأ يتحول إلى ظاهره رفعت أعداد مرتادي سهل اتين أضعافا مضاعفة( طبعا من الصيع) وخلقت زحمة واسعة ، ليجد رب الأسرة نفسه بعد أن تكبد مشاق السفر ومرارة الدفع ليقضى وأسرته وقتا جميلا تحت الرذاذ وعلى البساط الأخضر هربا من حر الخليج الذي فاق كل احتمال ، يجده نفسه وأسرته فجأة ضحية للسفهاء وقليلي الأدب وشلة الصيع والمستهترين, في مشهد يتنافى مع أخلاقنا وأعرافنا كعمانيين وعرب ومسلمين ، الأمر يتطلب تدخلا عاجلا من الجهات المعنية وخاصة الأمنية منها
وأخيرا أقول لمعالي الفريق مالك بن سليمان المعروف بالحزم والصرامة
تدارك الأمر واضرب بيد من حديد على أيدي السقطة والتافهين قبل أن يصبح
سهل اتين : سهل الهرم .