الى المسؤلين بمصر عن رعاية اطفالنا اتقو اللة فيهم وكفا فاقرؤؤ
مصراوي يفتح ملف عمالة الاطفال (2): يشترون زهرة أطفال مصر بـ20 جنيه.. يا بلاش!!
تقرير- خالد البرماوي
مع بداية شهر أغسطس، وجدت الأطفال يعودون مرة أخرى للعمل في ظروف الحر القاسية، يعملون على تنظيف الطريق الدائري بداية من نزلة "ميدان لبنان" حتى وصلة المعادي وانتهاء بالطريق المؤدي للوحات و6 أكتوبر، وهو الطرق الذي يشهد ازدحام كبير في فترة الصيف، مع اتجاه الكثير من الأسر لاستخدامه في طريقها لمصيف (إسكندرية – والساحل الشمال- مرسي مطروح).
مشهد الاطفال وهم يعملون بكل جهد، وعلامات الارهاق تبدو واضحة عليهم، ورغم ذلك مستمرون في العمل بدون توقف، في مشهد لا إنساني بالمرة، يعملون بدون "كاب" او "جوانتي" او ملابس مناسبة تقيهم أشعة الشمس الملتهبة، التي جعلتني اخجل من نفسي لاني ارهقت بعد نصف ساعة فقط قضيتها معهم في نفس هذه الاجواء.
رغم صعوبة ما رايته ولكنه لا يقارن بالمشهد الذي جعلني اتأثر بقوة… واتحمس لكتابة هذه القصة.. ما هزني فعلاً هو مشهد الأطفال وهم يراقبون حركة الطريق والسيارات المسرعة تأكل الطريق بنهم شديد يعبر عن رغبة الاف الاسر في قضاء اجازة المصيف قبل اقتراب شهر رمضان، وكانت حقائب السفر وتجهيزات المصيف ظاهرة بوضوح في المقاعد الخلفية وفي شنطة السيارة، وكان الكثير من هذه السيارات تضع حامل لدرجات هوائية أو كما نطلق عليها "بسكيلتة".
<a target="_self" style="margin-top: 0px; margin-right: 0px; margin-bottom: 0px; margin-left: 0px; padding-top: 0px; padding-right: 0px; padding-bottom: 0px; padding-left: 0px; color: rgb(255, 255, 255); text-decoration: none; display: block; background-image: url(http://www.masrawy.com/News/images/videoss.gif); background-attachment: initial; background-origin: initial; background-clip: initial; background-color: initial; background-position: 5px 0px; background-repeat: no-repeat no-repeat; ” href=”http://videohat.masrawy.com/view_video.php?viewkey=83519ec46d821b489b71&page=1&viewtype=&category=”>شاهد الفيديو
كانوا يراقبون هذه الحركة، ويسرقون نظرات تخترق ما في هذه السيارات اذا توقفت احداها لكي تعطيهم "حسنة" او بعض "الأكل".
لم استطع إلا أن أقف لكي أتعرف عليهم..وعلى قصتهم؟ كانوا أربعة أطفال تتراوح أعمارهم – كما ترون في الصور – ما بين 10 سنوات و 15 سنة علي الأكثر، كانوا موزعين علي جانبي الطريق، يقومون بعمليات تنظيف لأقصى حافة كل اتجاه مروري.
<a target="_self" style="margin-top: 0px; margin-right: 0px; margin-bottom: 0px; margin-left: 0px; padding-top: 0px; padding-right: 0px; padding-bottom: 0px; padding-left: 0px; color: rgb(255, 255, 255); text-decoration: none; display: block; background-image: url(http://www.masrawy.com/News/images/videoss.gif); background-attachment: initial; background-origin: initial; background-clip: initial; background-color: initial; background-position: 5px 0px; background-repeat: no-repeat no-repeat; ” href=”http://videohat.masrawy.com/view_video.php?viewkey=43de58fc5adb85ff18aa&page=1&viewtype=&category=”>شاهد الفيديو
هذه الأنامل الصغيرة كانت تحمل "جروف" اطول من اغلبهم، ملامح الرجولة اقسم بانها تظهر عليهم بصورة اصدق من كثيرين غيرهم!!، رغم أن أجسادهم تنطق بأنهم ما زالوا في بداية مرحلة الطفولة.
عندما سألتهم عن اعمارهم، كانت المفاجأة انهم جميعاً قالوا "15 سنة"، تجاوزت صدمتي من اجابتهم، وسئلتهم من قال لكم ان هذا هو عمركم؟ فردوا جميها "هما اللي قالولنا". وعرفت منهم ان المقاولين الذي اتوا بهم اخبروهم بان يقولوا لمن
يسئلهم ان اعمارهم "15 سنة"!!.
أقنعتهم بأنني احد المهندسين الذين يقومون بالإشراف على عمليات تجهيز الطريق، ولكي أزيد الود بيني وبينهم، أعطيتهم بعض المال، اعتبروه "الشاي"، واغلبنا يعرف ماذا يعني "الشاي" بالنسبة لطائقة المعمار، بدأت حديث بسيط معهم..عرفت منهم أنهم جزء من مجمعة اكبر عددها (16 طفل)، رغم انهم اقروا انهم يرون آخرون اكبر واصغر منهم ولكنهم لا يعرفونهم.
أتوا جميعاً من محافظة المنيا قبل أكثر من 20 يومياً، يسكنون جميعاً في شقة من غرفتين، يقولون أنها قريب من مكان عملهم، وينامون جميعاً في غرفة واحدة، والملاحظ الذين يعطيهم التعمليات ينام في الغرفة الاخري هو ومساعديه.
يوميتهم كما قالوا لي "20 جنيه" صافي، بعد خصم الاكل والسكن، وقال لي احدهم وهو اكبرهم، "النفر مننا بياخد فلوس قليلة..واحنا عارفين ان انتم بتدو اللي مشغلنا اكتر من كدا بكتير". لفت نظري لفظ "نفر" هذا الطفل يعتبر نفسه "نفر" وليس رجل حتى!!
حاولت ان أتذاكي عليهم، وسألتهم عن الأطفال الذين مرضوا منهم، فكانت الإجابة كما توقعت ومنطقية، طفلين منهم لم يتحملا العمل، وتم تسفيرهم مرة أخرى للمنيا بعد مرضهم، وقالوا لي انهم "يعملون من صباحية ربنا لحد قبل ما الشمس تغرب بشوية" وأنهم لا يعرفون إذا كانوا سيعودن لبلدهم على رمضان أم العيد.
بعد دقائق ظهر المشرف الذي يتولي تشغيلهم، و لقلقي من رد فعله اذا اكتشف امري، قررت ان ابادره بالحديث لأقنعه انني احد المهندسين المشرفين على تجهيزات الطريق، وما ساعد علي اقناعه انني كنت اضع على رأسي "كاب" لكي أبدو بمظهر مهندس..