صحيفة اسرائيلية تنشر : مصر توفر الخبز المدعم خوفا من الثورة ضد النظام .

 

ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى تقرير مطول لها اليوم الخميس، عن أزمة ارتفاع القمح عالميا وتأثيره على مصر بأن فرض حظر تصدير الحبوب الروسية يمهد الطريق أمام توتر سياسى واقتصادى فى مصر قريبا.

وأضافت الصحيفة خلال تقريرها الذى نشرته صباح اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى، أنه بعد أن أعلنت أكبر مصدر فى العالم من القمح حظر تصدير حبوبها، فإن نصف سكان مصر البالغ عددهم ما يقرب 80 مليوناً يعيشون على الخبز المدعم لعقود طويلة سيواجهون أزمة فى الوقت القريب العاجل، بالرغم من وعود السلطات المصرية بأن سعر الخبز لن يتغير بسبب الحرائق الضخمة التى أدت إلى اتخاذ روسيا هذا القرار التى تزود أكثر من 50٪ من القمح المستورد لمصر.

وأوضحت هاآرتس أن وقف التصدير من روسيا له آثار خطيرة سياسية واقتصادية ولاسيما فى مصر تحديدا، حيث جاء القرار فى وقت حساس للغاية، وهو الوقت الذى تواجه فيه الحكومة المصرية اتهامات بالفساد، وتجاهل احتياجات الفقراء، فى حين أن استهلاك الخبز الطازج يكون فى ذروته فى شهر رمضان.

وقالت الصحيفة إن مصر كانت تعانى منذ وقت قريب من العديد من المظاهرات ضد ارتفاع أسعار الأغذية، وذلك قبل الانتخابات البرلمانية المتوقعة هذا العام، مضيفة بأن توقيت وقف تصدير القمح من روسيا جعل الحكومة المصرية تضطر إلى التحرك بسرعة لتهدئة المخاوف الشعبية واتصلت بجهات أخرى لاستيراد القمح منها وخرج المسئولون بوعود للشعب المصرى تطمئنهم بأن مخزون القمح يكفى لمدة خمسة أشهر وإن سعر الخبز لن يتغير.

ونقلت الصحيفة تصريحات سابقة لوزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، بأن مسئولية الحكومة هى الحفاظ على ثبات سعر الخبز، مضيفا بأن الدعم الذى يبلغ حاليا ثلاثة مليارات دولار فى العام سيصل إلى 4 مليارات جنيه مصرى أى حوالى 800 مليون دولار.

"الخبز المدعوم هو أهم شىء تعطيه الحكومة للناس" تلك الجملة نقلتها الصحيفة عن الخبير الاقتصادى المصرى المعروف محمد أبو باشا بالمجموعة المالية "هيرميس"، لافتاً إلى أن القضية الأساسية والحساسة هى ليست حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، بل احتمال وقوع اضطرابات اجتماعية.