طبقات القحاب – عبرات تاريخية فى مواجهة العهر ؟ ( منقول ) .
تحذير هام و خطير
الموضوع التالى يحتوى على عبارات و حقائق و أفكار فى غاية البذائه و الأباحيه .. أحذر كل من يقرؤه أن القراءه مسؤلية القارىء .. و أخلى مسؤليتى عن خدش حياء أيا من القراء ..فحتى العنوان فضلت كتابته بعد التحذير لأرفع عن نفسى مسؤلية خدش الحياء من مجرد أسم الموضوع
أكرر و اشدد .. الموضوع من عنوانه ( الذى سيلى التحذير ) وقح جدا .. أعذر من أنذر
طبقات القحاب .. عبرات تاريخيه فى مواجهة العهر
الدافع لكتابة هذا الموضوع من أساسه هو استقبالى لوصلات مدونات أولها بمسمى مركز المصداقيه للشفافيه ( لا أدرى لم ذكرتى كلمة الشفافيه هنا بأعلانات الملابس الداخليه الحريمى ) تلاه وصله أخرى ..أترك الأطلاع على تفاصيلهما للقراء لكن فى المجمل , مضمون الموقعين هو الدعوه لما أسماه الكتاب بفكر الحزب الوطنى للعبور للمستقبل !!!!! ولا أزيد فى التفاصيل
فورا أحالنى الموضوع لدرس قديم تعلمته من جدى رحمة الله عليه فى ريعان شبابى و حتى قبل أن أشرع فى دراسة أدارة الأعمال أو حتى الأهتمام بالسياسه , ومايلى هو محاولتى لنقل الدرس الذى أعتقده مفيدا للجميع , و لأبدأ بشىء من السفسطه التاريخيه أولا حول ملابسات الموضوع .
فى ثلاثينيات القرن الماضى وجد جدى الحاج عبد الواحد رحمة الله عليه نفسه فى موقف بالغ الصعوبه , كان لم يبلغ التاسعة عشر عاما وقتها .. و أصيب والده الشيخ سليمان ( رحمة الله عليه ) بشلل أثر على حركة ساقه و أصبح غير قادر على القيام بأغلب مهام منصبه كعمده لأكبر قريه فى مركز الرياض بكفر الشيخ ( والتى كانت تابعه أداريا للغربيه ) و بما أن جدى كان أكبر أبناء الشيخ سليمان وجد نفسه مسؤولا بمفرده عن الأضطلاع الكامل بأغلب مهام العمده من رعاية و تنفيذ العداله العرفيه و تحقيق الأمن فى أقليم ممتد يقع فى أقصى شمال البلاد و بعيد كل البعد عن التواجد الرسمى الحقيقى للدوله , فضلا عن التحقيق و التقرير فى مشاكل الأهالى , و تمثيل المركز مشتركا مع ثمانية عمد آخرين أمام الجهات الرسميه , و أهم من ذلك الحفاظ على مصالح الأهالى و قيمهم الأجتماعيه الأصيله مع التعامل مع التغيرات السريعه للأوضاع السياسيه و الأجتماعيه فى تلك الفتره .. ففترة الثلاثينيات من القرن الماضى كانت تمثل أعلى مراحل التحول و التطور الليبرالى لمصر كلها دولة و مجتمعا قبل القضاء على كل اساسيات التطور عام أربعه و خمسين بوئد الدستور المقترح وقتها و اعتماد دستور يكرس حكم الفرد
أضافه لما سبقى فجدى البالغ من العمر وقتها تسعة عشر عاما كان عليه تحمل مسؤليه عائليه تتمثل فى رعاية ثلاثة عشر أخ و أخت هم ناتج زيجات الحاج سليمان من خمسة نساء كان منهن ثلاثه أحياء وقتها .. بالأضافه لرعاية بيته و أولاده حيث تزوج جدى عبد الواحد من الأولى ( جدتى ) فى سن السادسة عشر كديدن أهل الريف فى هذا الوقت , و تزوج الثانيه فى سن الثامنة عشر كاستجابه لنصيحة أبيه الشيخ سليمان الذى قال له ( أنت كبرت و مركزك هايعلى بين الناس , عيب قوى تبقى متجوز واحده بس و تطلب منهم يسمعوا كلامك .. يقولوا عليك أيه ؟ ماتقدرش غير على واحده بس ؟؟ ) كانت تلك هى أعراف الناس وقتها و سبحان من يغير ولا يتغير
المهم جدى عبد الواحد لم يكن يختلف فى شىء عن أبناء اسر الفلاحين من الرأسماليين الوطنيين وقتها .. تلقى تعليمه الأول فى الكتاب و حفظ القرآن و أجاد اللغه العربيه , تلقى تعليم أضافى فى منزل العائله على يد أساتذه أجانب فأجاد الأنجليزيه و الأيطاليه و كثير من قواعد الحساب و الحسابات , مع اهتمام شديد بالتثقيف الذاتى كاستجابه للميل المنتشر وقتها بفعل الحراك السياسى و الأجتماعى النشط فى تلك الأيام , لكن أشهد له كما يشهد أغلب من عاصروه أنه كان ذا رؤيه مستقبليه و فهم عميق للأحداث , ذهنه لا يقبل التشويش و لا يحيد عن الحقائق و بالتالى لا يستجيب للدعاوى الجذابه أيا كانت أغراءاتها .. بل يحلل الأمور بمنطقيه تكاد تكون مطلقه و يوازن الحقائق و المصالح بميزان شديد الحساسيه , يضاف لذلك عزيمته و حزمه و التزامه المطلق بأعراف و أخلاقيات مجتمعه , و هو ماجعله نموذج لشخصيه كاريزميه حقيقيه بالمعنى العلمى للكلمه , يستجيب له من هم أكبر منه سنا و أكثر منه سطوة و مالا
فى هذا الوقت من الزمان شهدت مصر كلها محاولات استقطاب اجتماعيه و سياسيه هامه و مؤثره من جانب القوى الحضاريه المعروفه فى هذا الوقت . و تمثلت ببساطه فى القوى الأوروبيه العريقه مقابل القوه الأمريكيه الناشئه – طبعا لم تكن لدول الزيت حضاره تذكر وقتها و من ثم كان الأستقطاب أيا كان اتجاهه مؤداه نمو حضارى حقيقى و اقتراب من التنميه الفعليه – و كانت مهمة قيادات المجتمع وقتها
( ممثله فى الأعيان و العمد والقيادات الشعبيه ) هى الحفاظ على القيم الأصيله للمجتمع المصرى مع الأستفاده القصوى من نمو و تقدم أطراف عملية الأستقطاب , و بطبيعة الحال مالت الرأسماليه الوطنيه كلها ناحية الجانب الأوروبى المتمتع بجاذبيه تاريخيه خاصه من حيث عراقته و أرستقراطيته و التزامه النسبى مقابل الطرف الأمريكى الفاقد للعراقه و الآتى بحداثات ( وقتها ) توجس منها أغلب أطراف الأمه المصريه , و تمثل الأستقطاب فى عمليتى التعليم و الصناعه فضلا عن التواجد الدينى لبعثات التبشير المسيحيه , و كنموذج للميل المصرى للحضاره الأوروبيه فقد اعتمد فى غالبهم على التعليم الأوروبى لأبنائهم بينما واجهت المدارس الأنجيليه فى محافظات مصر مقاومه و رفض من جانب الوطنيين , و عن مركزنا فقد قاد حملة مقاومة المدرسه الأنجيليه/ الأمريكيه فى طنطا وقتها عمدة قرية كنيسة دمشيت المسيحى الأورثوذوكسى .. و أستجاب له أغلب المواطنين المسلمين و المسيحيين على حد سواء .. باعتبار رأيه فى الأمريكان هو رأى العليم بمذهبهم أكثر منا و هو مصرى موثوق به , و على مستوى الصناعه فرغم جودة الماكينات الأمريكيه و رخص ثمنها المغرى وقتها و الأنتشار المحموم لوكلاء الشركات الأمريكيه فى كل نواحى مصر , ألا أن الرأسماليه الوطنيه اعتمدت فى أدائها كله على الآلات الألمانيه و الأنجليزيه و الأيطايه بوجه عام .. و يكفى نظره لماكينات صناعة الغزل و النسيج و حليج القطن فى المحله أو الطبيعه المعماريه فى أغلب المبانى المنشأه فى تلك الفتره لنعرف مدى التزام الرأسماليه المصريه بمصدر الحضاره الأوروبى فى هذا الوقت .. حتى على مستوى السيارات الخاصه و الأسلحه الشخصيه للأفراد , و رغم تميز تلك الصناعات أمريكيا , ألا أن مسار القدرات الشرائيه للأفراد و المدفوع بميولهم الحضاريه جعل السيارات و الأسلحه الأوروبيه هم التعبير الأمثل عن تميز مستخدمها , بل أن سيارات فورد الشهيره فى هذا الوقت كانت هى المنتجه بمصانع شركة فورد فى أوروبا و تحديدا انجلترا و ألمانيا قبل أغلاقهم لاحقا و تركز الأنتاج فى أمريكا فقط . بل و يمكن ببساطه ملاحظة أن فى تلك الفتره كانت كلمة ( أمريكانى ) عند استخدامها باللهجه العاميه المصريه كانت تشير ألى المزيف أو التقليد أو الغير أصلى بوجه عام
استوجب الأستقطاب سواء الأمريكى أو الأوروبى تواجد كثيف للجاليات الغربيه فى مصر , و خاصة فى المناطق التى تشهد نموا تجاريا و استثماريا و حضاريا , و هو ما سانده أنفتاح و تقدم المجتمع المصرى وقتها و قدرة الأمه على التعايش الراقى بين كل أطياف الحضارات مع الأحتفاظ بخصوصيتها كخط عام , و كان مركز الرياض وقتها لتوسطه بين مركزى سيدى سالم الزراعى و دسوق الصناعى التجارى يشهد نموا مضطردا على الصعيد الأقتصادى و ما يتبعه من الأصعده الأخرى , و تواجد الغربيون بكثافه فى النواحى بل و تحركوا بتحرر مطلق بين القرى سواء عارضين بضائعهم أو خدماتهم العلميه و التقنيه فى مجالات بيع و صيانة الآلات , أو معلمين لأبناء الرأسماليه الوطنيه و مناظرين لمثلائهم من أبناء الطبقه الوسطى المصريه ( أيام كان فى مصر مايسمى بالطبقه الوسطى ) منافسين و مستفزين للأبداعات المصريه التى كانت تتفوق أحيانا , أو تتعلم الدرس المفيد من خسارتها فى المنافسه أحيانا أخرى , استتبع ذلك ببساطه وجود مايسمى بنمط الحياه الغربى و ظهوره على السطح كظاهره اجتماعيه
طبعا لا مجال لأنكار هذا النمط كله و فوائده فى كثير من الأحيان , فوجود و صعود قمه مصريه مثل كوكب الشرق السيده أم كلثوم ماكان حتى ليبدأ لولا و جود مايشجعه فى المجتمع المصرى من أسلوب حياه تمثل فى رعاية الأعيان للحفلات الفنيه الدوريه التى قدمت للمجتمع أمثال كوكب الشرق و عبد الوهاب و غيرهم .. أيضا فكرة وجود صالونات أدبيه وثقافيه يرعاها الرأسماليون الوطنيون و يغذيها مثقفى مصر مناظرين لمثلائهم الأوروبيين ماكانت لتظهر على السطح لولا وجود هذا النمط من الحياه و العائد أساسا للحضاره الغربيه , حتى حركات الترجمه و المسرح و السينيما و تحرير المرأه .. كل عناصر التحضر المشار أليها ترجع و لو كفكره فى الأساس للتعايش المصرى مع مصادر الحضاره الغربيه و استحضار حسناتها كمصدر للتقدم
استطراد : يدفعنى هذا المقطع لمقارنة أداء الرأسماليه المصريه و الطبقه الوسطى الوطنيه وقتها بأداء المترفين المصريين منذ عهد الثروات الزيتيه و مابعدها ..يكفى للمقارنه تذكر قصيدة الأطلال مقابل أغنية العتبه جزاز التى شاعت فى الستينات من القرن الماضى , أو مقارنة كتب العقاد و طه حسين بكتب عذاب القبر و ليلة الدخله الشائعين حاليا
على الصعيد الآخر , كان التأثير السلبى للتواجد الغربى فى مصر متمثلا فى أماكن اللهو التى تراوحت بين نوادى اجتماعيه و بورصات تجاريه و بارات و ملاهى ليليه .. و ايضا مواخير لممارسة البغاء .. و بالأستقطاب تعامل المصريون مع كل أماكن اللهو من البورصا ت التجاريه حتى المواخير , و بطبيعة الظاهره تم تقنين كل هذه النشاطات حتى الدعاره , فأصبحت المواخير و بيوت الدعاره أنشطه مرخصه رسميا بل و بأشراف حكومى من حيث الكشف الصحى على العاهرات و متابعتهن , و طبعا اضفاء الحمايه الرسميه على ا
لعاملين فى المهنه من عاهرات و قوادين و خلافه .
و بطبيعة المد الأستقطابى تم افتتاح عدد من المواخير كملحقات بالنوادى الليليه فى المراكز الرئيسيه فى المحافظات كالرياض و بدأت الظاهره الأجتماعيه الضاره , ووجب على الأعيان ممثلين فى عمد القرى التابعه للمركز و كبار الملاك مواجهة الظاهره , و التى تمثل خطرها أساسا فى تزايد المشاكل العائليه فى بيوت الأهالى مع وقوع عدد كبير منهم فى براثن أغراء اللحم الأبيض المشاع ليبددوا دخولهم المحدوده بل و يستدينوا فوقها طلبا للمتعه المتاحه , مع أحجام شباب الفلاحين عن الزواج المبكر الذى اعتاده المجتمع و بداية ظهور العنوسه , و أيضا مع تنامى الأقبال على العاهرات و سذاجة أغلب زبائنهم من الفلاحين البسطاء و الذين لم يتمتعوا بذات الوعى المتاح للطبقات الأعلى .. فظهرت نوعيات جديده من الجرائم تمت أغلبها بتحريض من العاهرات أو القوادين , حيث كان يسهل جدا تحريك الفلاح الغير واعى و دفعه لأرتكاب أفعال لم يكن ليقبلها بفطرته الأساسيه بمجرد الأيحاء له من قبل القواد أو العاهره
استطراد : يذكرنى هذا المقطع بأداء جنود الأمن المركزى البسطاء خلال اعتدائهم على المتظاهرين الشرفاء من أبناء مصر بأوامر من رؤسائهم و ترغيب و ترهيب من منظريهم
وجد جدى رحمة الله عليه نفسه مسؤلا مع آخرين عن مقاومة ظاهرة الدعاره فى الزمام التابع لأدارته و النواحى المجاوره , و كانت اقتراحات اقرانه تتراوح بين التهور المتطرف القاضى بمهاجمة تلك البيوت و تحطيمها على من فيها , و هو مايعرض لمسائله قانونيه حقيقيه باعتبار نشاط الدعاره نشاط طبيعى يتمتع بالحمايه الرسميه .. أو حلول أخرى من باب وعظ الفلاحين و التشديد عليهم .. و هو ايضا حل غير منطقى لا سيما فى مرحلة النمو السكانى الناتج عن التطور الأقتصادى الجاذب لأعداد كبيره من الفلاحين و العمال للمنطقه و ايضا مع تنامى الوعى بالحريات الشخصيه , صار التفكير فى التحكم فى الأهالى أمرا مرفوضا كمبدأ و ايضا يعرض هيبة الأعيان للتراجع فى حالة تمسك الفلاح بحقه الشخصى فى ممارسة الأداء المصرح به حكوميا ..أما الحلول القاضيه بالتوجه للمواخير و محاولة التفاهم مع أهلها من القوادين و العاهرات ليبتعدوا بشرهم عن النواحى .. فكان أمرا فى غاية الخطوره حيث سيعرض الأعيان أنفسهم لتقولات و افتراءات تهدد مراكزهم و سمعتهم من أساسها , و بمنطقية الأمور .. صار الجنوح للعنف أو الميل للتفاهم كلاهما حلين مرفوضين , و أصبح المتاح الوحيد منطقيا هو ..ممارسة الضغوط ,,و جاء دور المنطق و التحليل لحديد قدرات الفريقين المتعارضين و طبائعهما .. لوضع خريطة المعركه/المرحله
رحم الله جدى .. كان ذا عقليه علميه منظمه , الدراسه العميقه و تتبع أخبار و تفاصيل المواخير أوضحت له مايلى
كل القحاب ( جمع قحبه و هى العاهره فى العربيه الفصحى و العاميه على السواء) لهن أخطاء حدثت قبل السقوط فى الدعاره و أخطاء أخرى استمرت بعد احتراف المهنه , فمنهن الهاربه من أسرتها أبان جريمة شرف أو حتى جناية سرقه أو خلافه .. و منهن المطروده من بيت أهلها أو زوجها لوقوعها فى أدمان المخدرات أو الخمور .. و منهن المتهربه من أسرتها بكذبه لتعمل بالدعاره تفرغا أو بعض الوقت طمعا فى العائد المادى فقط
لكن بوجه عام تنقسم القحاب ألى طبقتين
الأولى : القحبه فقط , و أسلوب حياتها الطبيعى يملى عليها أن تكون خارج الماخور بمظهر وسلوك السيده العاديه تماما .. فهى تعمل بالدعاره هاربه أو متهربه من خطأ يطاردها و تخشى دوما افتضاح أمرها خارج الماخور , طبعا تخلع عن نفسها ثوب العفه قبل دخول الماخور لتمارس ماتمارسه لترتدى مره أخرى الثوب العادى بعد انتهاء مهمتها , وطبعا هذا النوع من القحاب له قدره محدوده على تحمل الأذى و خصوصا أذى الفضيحه .. فهى فى الغالب لها أهل و عائله و أحيانا زوج أو أولاد مخدوعين , ومن ثم فالتهديد بفضح أمرها و الأشاره ألى الجزء الذى تسعى لأخفاؤه و الأختفاء منه فى تاريخها أو حاضرها يعتبر ضغطا كافيا عليها لترحل هاربه
الثانيه : القحبه القارحه .. و كلمة قارحه أعتقدها تشير ألى قدرتها الكبيره على تحمل الأذى ووقاحتها المطلقه فى الأعلان عن مهنتها , فالقارحه غالبا ماتكون بالفعل مقطوعه من شجره لو كانت مصريه .. أو هى فى الأصل أجنبيه قدمت من بلادها مهاجره مثل الأرمنيات و الشاميات و اليونانيات .. ويملى عليها قرحها أن تعلن للمجتمع كله طبيعة مهنتها مادامت تحمل الترخيص الرسمى بالمزاوله .. بل منهن من كن يتباهين بنتيجة الكشف الطبى عليهن أذا ما خرجن سليمات بتوزيع النذور و الأحتفال الحقيقى العام للأعلان عن نظافة فرجها و قابليته للأستخدام الفورى بعد العوده من الكشف الطبى .. طبعا القارحه ليس لها ما يهددها .. فنشاطها رسمى .. يحميها القانون .. و لا سبيل للضغط عليها اجتماعيا بأى طريقه
بعد قليل من الضغط على القحاب العاديين بالتهديد بالفضيحه هاجرن بمجملهن من الزمام كله .. بينما بقيت القارحات .. و هن فى الحقيقه المشكله الأساسيه ..فلا العنف يصلح ولا الضغط الأجتماعى يصلح .. طبعا ناهيك عن أى محاولات للوعظ الدينى أو الأخلاقى
هنا وجد جدى أن الحل ليس فى الضغط على القارحات .. ففعلا قدرتهن كبيره على تحمل الضغوط .. لكن الضغط الفعال حقا هو مايمكن ممارسته على زبائن القارحات و المتعاملين معهن ..أى من يمدونهن بمورد الدخل و أسباب الحياه , و بالفعل , تم تعيين عدد كاف من الخفراء و المخبرين لتتبع زبائن الماخور و ليس العاملين فيه .. لتحديد محيط الزبائن الأجتماعى و الاقتصادى و معرفة أكبر قدر من التفاصيل عنهم .. وسرعان ماتراكمت أمام جدى و زملائه معلومات شديدة الأهميه عن زبائن القارحات .. و بدأت الحركه الفعاله .. فزياره من بعض الأعيان لمحل تجارة زبون القارحه و تهديده بفضح ما يفعله أمام جيرانه و عملائه لهو كفيل بأفلاسه تماما نتيجة التجريس و الفضيحه , و زياره لبيت مالك أراض زراعيه و تهديده بفضح أمره أمام أهل قريته و أنسبائه و أصهاره لهو كفيل بضياع هيبته و سمعته تماما , و حتى الموظفين العموميين من زبائن القارحات .. تم تهديدهم برفع شكاوى ضدهم للديوان الملكى نفسه أذا استمروا فى استخدام القارحات و أمدادهن بالمال كأجر للممارسه الجنسيه .
أسابيع قليله و بدأت الأخبار الجيده تأتى .. المواخير بدأت فى معناة الفراغ و الكساد بعد رواج شديد فى فتره سابقه .. القحاب بدأن فى السفورفى الشوارع و الأعلان بوقاحه وحشيه عن خدماتهن لدرجة أن أحداهن خلعت ملابسها عاريه فى الشارع أمام أحد المساجد و تحججت بأن عليها نذر توفيه لشيخ الضريح بأن تستحم عاريه أمام مقامه .. ورغم الثوره المتهوره للأعيان و الأهالى ألا أن جدى رحمه الله أبتسم للخبر .. فجنوح القحاب للجنون و التصرفات الهوجاء لهو دليل حقيقى على قرب أنتهاء عهدهم , و أشاره بأن الضغوط أفلحت تماما .. و كانت أوامره صارمه لرجاله و زملائه .. لا تتعرضوا للقحاب القارحات بالعنف بأى صوره من الصور , ولا تعطوهن أى مبرر للرجوع على مجموعة الأعيان و رجالهم بالشكوى أو التعويض .. أتركوهن .. و مارسوا مزيد من الضغط على المتعاميلن معهن فقط .. الآن الضغط على كرياكو البقال اليونانى .. بأنه لو باع لهم الطعام بالدين مره أخرى .. فلن يتعامل معه أحد من الأعيان .. فبدأ كرياكو بمطالبة القارحات بثمن طعامهن نقدا .. و طبعا للكساد عجزن عن السداد و من ثم الشراء ..
مزيد من الضغط .. تنبيه على كل نساء العائلات .. لا تستقبلن فى بيوتكن الدلالات الفلانيه و الفلانيه .. و اعلنوا لهن أنكن تقاطعن بضائعهن لأنهن يزرن بيوت القارحات .. مزيد من الضغط ..
حتى سائقى الحناطير .. يتم مقاطعة أى سائق حنطور يقبل ركوب القارحات معه تحت أى ظرف من الظروف .. مزيد من الضغط
الضغط أفلح أخيرا .. و حوصرت القارحات فى مكمنهن دون أى عنف أو احتكاك حقيقى قد يعرض الأعيان لأى خسائر , فبدأن فى الرحيل ألى مراكز أخرى بعيده ليس فيها أمثال الحاج عبد الواحد و أقرانه , نهاية المطاف تم تطهير الزمام كله و ماحوله من أى أثر للمواخير .. بل وعادت للأرتفاع مره أخرى معدلات الزواج و تأسيس الأسر و البيوت فى الحلال .. و انتهى الدرس
لم هذا الدرس ؟ و لم تذكرته الآن ؟
بالنظر للوضع السياسى المصرى سواء على مستوى النظام أو حتى احزاب و أغلب جماعات المعارضه .. أجدنى مقتنعا بأن الجميع قحاب تجاوزوا مرحلة القحاب الأعتياديين ألى مرحلة القارحات .. أغلب الأعلاميين لا يجدوا غضاضه فى الترويج لخواء قذر اصطلحوا على تسميته الفكر الجديد و العبور للمستقبل ..المعارضين لا يستحوا من الهجوم على وزير تافه لتصريحه حول قطعة قماش للرأس بينما التعذيب ينزع مايستر به المواطن عورته و يغتصبه فى أقسام الشرطه .. العسكريون لا يخجلون أن يتم تصوير رئيس المخابرات المصريه مصافحا لرئيس وزراء أسرائيل ولا يجرؤ أى منهم على مجرد الشكوى من قتل جنودنا على الحدود فى حوادث تستفز كرامتنا و أمننا .. النقابات بما فيها المحامين و الصحفيين ينكبون على صراعهم الداخلى بين الأخوان و اليسار حول مركز الرئيس .. ولا يفكر أحدهم فى الأضراب مثلا لسجن ايمن نور أو طلعت السادات ..
الجميع صاروا قحاب من النوع القارح .. الذى يجهر بفاحشته بل و يتباهى بها .. فعلا ماعاد فضحهم يجدى شيئا .. لكن ما قد يكون فاعلا هو الضغط عل زبائنهم و المنتفعين منهم .. و المساندين لهم
أن تدويل فضائح النظام لا يعنى أطلاقا الدعوه للتدخل فى الشأن المصرى كما قد يدعى بعض القحاب .. لكنه فضح و ضغط على الأنظمه الجائره التى تساند نظامنا القارح و تمارس القواده على أعماله الشائنه ..
أين القضاء الدولى من جرائم انتهاك أعراض الصحف
يات فى المظاهرات ؟ أين الموقف العالمى من الأعتداء على القضاه ؟ اين المحاكما ت الدوليه لجرائم التعذيب ؟ كل هذا تم الأبتعاد عنه بحجة عدم قبول التدخل الأجنبى فى الشؤن الداخليه .. بينما الجهات الأجنبيه مازالت تمنح النظام القارح و قحابه أسباب العيش و تمده بالموارد ليستمر و يستمر ويستمر
الهجوم على زبائن القارحات هو الحل .. و فضح الأنظمه الدوليه المسانده للنظام و قحابه هو الطريق الفاعل
أرجو أن أكون قد وضحت فكرتى .. و أنتظر ممن جرؤ على القراءه مشاركتى بالرأى و المشوره