يوسف شعبان، من ثاني
26 نوفمبر 2010
لم أحس باي غرابة في تلفيق قضية مخدرات للصديق يوسف شعبان، الذي تم القبض عليه في وقفة احتجاجية، خاصة بمنطقة أبو سليمان بالإسكندرية. الأمور تمشي في سياقها الطبيعي، تقفيل كل المساحات التي حصلت عليها النخب المصرية بعد 2005. قابلت يوسف لما كنت في سجن الغربانيات، كان واحدا من مجموعة شباب، جاءوا بهم بعد تظاهرة نظمها شباب 6 ابريل على شاطئ بحر الإسكندرية، في صيف 2008. كان أول أهدافها الإفراج عني. حسيت أني أمام شابا راديكاليا ونقيا إلى ابعد حدود.
أحببته رغم خلافات تخطيناها في القعدة الوحيدة التي قعدناها. كنت أقول لهم، سوف تجلسون وانتم خارجين مع ضابط أو أكثر من ضباط امن الدولة، وكان رأيي هو اجتياز تلك القعدة بأقل الخسائر، عندها كما اذكر تبدت راديكاليته التي أحببتها، وربما بررتها، بيني وبين نفسي، بفارق السن بيني وبينه.
ومما اثأر دهشتي أيضا إعلانه لماركسيته في تلك القعدة. كان شابا وسيما ونقيا، من النوع الذي أحبه، وكما يقول البدو، لو أن عندي بنت أو أخت وجاءني يطلب يدها لوافقت على الفور، وهي عبارة يقولها البدو في كناية عن انه شاب عنده فائض من الرجولة.
الرجل الآن في مأزق حقيقي، وهو مأزق يعني أن عليه دور، وعلينا ادوار، عليه الصمود طبعا، وعلينا مساندته في هذا الصمود بأقصى طاقتنا. يحتاج فريق من المحامين يتعامل مع القضية بشكل احترافي، والمثل يقول، من يسمي عليك، لن يخجل من ذبحك. مما يعني أنهم وقد لفقوا له قضية مخدرات، فإنهم سيتعاملون معها حتى النهاية. كما يحتاج إلى إسناد مادي، والحاجة من أعداء السجين الرئيسية.
قد ينجو الرجل من قضية المخدرات، وفقا لمساحة الاحترام التي عليها القضاء المصري، واشهد أني لمستها بنفسي، كلما عرضت على قاضي، وقد عرضت عدة مرات على القضاة، وفي كل مرة كنت أرى تعاطفهم الواضح معي، قبل أن يصدروا حكمهم بإخلاء سبيلي. وفي حالة شعبان، شيطاني يقول لي، أن تلفيق قضية مخدرات له، تعني إنهم سيعتقلونه إن برأه القضاء، وفي هذه الحالة، سيكون معتقلا على خلفية مخدرات، مما يوفر الغطاء السياسي للاعتقال