lالمغردون المصريون يلتقون و”الفقراء أولا” تشعل المدونات
النشرة الدورية للمدونات – موقع كاتب – 23 يونيو 2011
في ثاني لقاء من نوعه، وتحت عنوان الطيور على أشكالها تلتقي، اجتمع نشطاء تويتر المصريون في ندوتهم الثانية لمناقشة دروس الماضي المستفادة من الحراك السياسي عبر العقد الماضي قبل الثورة.
ضمت الندوة 4 متحدثين أساسيين وهم الناشط اليساري وائل خليل، والناشطة الجامعية خلود صابر، والناشط اليساري والمدون حسام الحملاوي .. وعقدت في مسروح روابط.
وفي تدوينة بعنوان “التويت ندوة 2.. انطباعات وانقسامات” يرصد المدون أحمد العش انطباعاته عن تلك الندوة في مدونته “ثورة مصر ميلاد“، فيقول:
“اختيار المتحدثين كان مناسب نظريا للتجارب اللي كانوا شهود عليها لكن غير منطقى ان يكونوا كلهم يساريين !! أو من جيل حراك واحد ! أظن التنويع كان مطلوب زى ما حضر أحمد سمير وأروى الطويل مع مجدى سعد ومنعم، كنت أتمنى تنويع الاتجاهات”
ويضيف في موضع آخر: “حديث المنصة فى المجمل كان جيد جدا الذكريات اللى كتير مننا – ان لم يكن معظمنا كجمهور تويتر الحالى – معلوماته عنها كانت محدودة، ده خلى البعض يندم على انه مشاركش ! أو انه كان مقضيها النيل للأخبار والأهرام فى الفترة دى أو يندم على انه مكانش جامعة القاهرة ! أو يندم على انه متولدش بدري “!
الجدير بالذكر أن الندوة شهدت حضورا مكثفا تجاوز الـ 300 ناشط تقريبا، وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة من بينها قناة العربية التي قدمت تقريرا عن الندوة: الطيور على أشكالها تلتقي ندوة مصرية بروح تويتر لمناقشة قضايا العصر.
وقدمت المدونة ليليان وجدي تغطية للندوة على موقع أصوات عالمية.
وشهدت الندوة جدلا حول استكمال مطالب الثورة السياسية أولا، أم معالجة شئون المعيشة التي تمس المواطنين أولا.. وكان هذا النقاش على خلفية تدوينة بعنوان “الفقراء أولا ياولاد الكلب” اكتسحت الفضاء الإلكتروني المصري في الأسبوع الجاري.
التدوينة كتبها المدون محمد أبو الغيط على مدونته: جدارية، وهي تتناول ما يراه تهميش الفقراء الذين ينتمي لهم غالبية شهداء الثورة.
ويضع أبو الغيط مجموعة من الصور لبعض شهداء الثورة الذين لم يحظوا بقدر كبير من الظهور في الإعلام على عكس غيرهم، وذلك بسبب انتمائهم لطبقات فقيرة أو وفاتهم في مناطق عشوائية في صراعها مع الشرطة.
ويقول تعليقا على صورة أحدهم، ومنتقدا الصمت الإعلامي: “المفاجأة اللطيفة المختلفة قليلاً هذه المرة أن صاحب هذه الصورة، كنج الرومانسية، البرنس ملك السرس هو الشهيد محمد عبدالحميد برصاص الشرطة يوم جمعة الغضب عند قسم الزاوية الحمراء!
شهير بين أصدقاءه بـ(كامبا) .. كان يعمل في محطة بنزين نظير البقشيش
له اختان وأخ كلهم متزوجين وهو أصغرهم يسكن في شارع 6 أكتوبر المتفرع من شارع أحمد حشاد، وصلوا عليه في مسجد النذير في شارع منشية الجمل ودفن في ترب الغفير .
كنت أذكر نفسي وأبقي شعلة الحقد المقدس مشتعلة في قلبي بالمرور على صور الشهداء عندما لفت نظري أن نسبة كبيرة فعلاً منهم هم ممن يسمونهم (العيال السرسجية)، الشباب أبناء المناطق الشعبية والعشوائية الفقيرة الذين الذين تكشفهم ملابسهم الرخيصة ومحاولاتهم للتأنق أو ادعاء الرومانسية بنظرات متأملة متشبهين بمن يرونهم في التلفزيون أو في شوارع المناطق الأرقى”
ويضيف: ” بالنسبة لهؤلاء – الممثلين لـ 40 % من المصريين تحت خط الفقر، منهم 12 مليوناً يعيشون في العشوائيات و 1,5 مليون يعيشون في المقابر – كل الصراع حول الدستور والانتخابات ونظام حكم البلد عبارة عن كلام جرايد لا يمثل أي شيء إلا بقدر تأثيره المباشر جداً على فرص عملهم ورواتبهم وظروف معيشتهم، وهو ما لا يبدو أن أي من الفرق المتصارعة يهتم به فعلياً، والنتيجة أن قطاعاً كبيراً جداً من الناس يشتمون الآن الثورة والثوار والسياسيين جميعاً بعد ارتفاع أسعار كل السلع تقريباً هذه الأيام – وهو ما شكل خيبة أمل كبرى عند عامةالشعب الذي ظن أن الأسعار إن لم تنخفض فستثبت – وبعد المزيد من انسداد سبل الرزق”
وينهي أبو الغيط تدوينته قائلا:
” في التسعينات كان أردوغان يحضر مؤتمراً لممثلي المنظمات الإسلامية، وبدلاً من أن يقول أنه سيعمل على (تطبيق الشريعة) أو (نشر الروح الاسلامية في النسيج المجتمعي) قال لهم أنه سيعمل على حل مشكلة الصرف الصحي في اسطانبول، ليضج الحاضرون بالضحك!
لكن هذا فقط ما أوصله وأوصل تركيا بالتبعية إلى ما هم عليه الآن، لا ينتخب الأتراك حزبه لأنه إسلامي بل لأنه من أثبت قدرته على حل مشاكلهم اليومية الواقعية .. ليس لدينا أردوغان مصري حتى الآن للأسف … لدينا فقط العواجيز النخبويون المملون الذين مازالوا غارقين في تنظيرات (إسلامية/علمانية) و (الدستور أولاً/الانتخابات أولاً)، ولهم جميعاً أقول:
الفقراء أولاً يا ولاد الكلب! “