مرة أخرى: التحرش الجنسي في المدونات المصرية
نشرة المدونات – موقع كاتب – 24 يونيو 2011
عاد النقاش مرة أخرى عن التحرش الجنسي في مصر، وذلك بعد دعوة بعض النشطاء ليكون يوم 20 يونيو الجاري يوماً للتدوين والزقزقة عن التحرش الجنسي.. شهد موقع تويتر في هذا اليوم نقاش كثيفا حول التحرش وأسبابه، يمكنك الإطلاع عليه بالبحث عن الهاش تاج #EndSH اختصارا لـ : أوقفوا التحرش الجنسي.
كما شهدت المدونات المصرية نشاطا تدوينيا عن هذا الموضوع، وانضم للنشطاء المصريين نشطاء من السودان ولبنان ودول عربية أخرى للتدوين عن الموضوع.
في مدونة “سلمى تسأل” تنقل المدونة سلمى تجربة صديقة لها تختصرها بحرف “ص”، بعنوان: “حاجات ص ماكنتش بتحب تتكلم عنها” وتروي معاناتها مع التحرش رغم أنها فتاة محجبة منذ سبع سنوات حسب ما تذكر، وترى إن المشكلة لا يمكن تفسيرها بالكبت الجنسي أو الحرمان، ولكن فقط لأن المرأة هي حلقة ضعف في المجتمع، وتقول “ص”:
“أنا باتعرض للتحرش كتير في المجتمع اللي عايشة فيه.. مش بس تحرش “جنسي” لكن تحرش و مضايقة لأني “بنت”، فزمايلي “الولاد” مفترضين اني ضعيفة و مش هعرف أرد عليهم فـ بيدوا لنفسهم الحق انهم يضايقوني، بينما لو حاولوا يضايقوا واحدة تانية، بييجي “صاحبها” يظبطهم كلهم و محدش بيعرف ينطق.. أصل آل ايه ليها “ضهر راجل”!”
ورغم تربيتها المستقيمة وحجابها فإنها لا تسلم من التحرش، وعن ذلك تتساءل:
“و أنا صغيرة، ماما علمتني اني لازم امشي زي العسكري في الشارع، و لا ابص يميني و لا شمالي، و امشي بخطوات واسعة و انا جاية البيت و مقعدش اتكلم مع اصحابي في الشارع. كنت بسمع كلام ماما…عشان مش باحب اتعاكس.
لما راجل كبير قد بابا مشي جنبي في الشارع بالعربية الحمرا و أنا رايحة المدرسة و قعد يقول كلام انا مكنتش فاهماه ساعتها، جريت في الشارع و انا خايفة، بس مقلتش لماما عشان متقوليش ان انا غلطانة. انا كنت فاهمة ان لو حد عاكسني فأكيد أنا غلطانة..
لما كنت باروح الدروس و بتعاكس، كنت بارجع البيت متنرفزة جداً و اقعد ازعق و اسأل بابا : ليه واحد يقوللي كدة و انا لابسة عباية جينز واسعة؟ أنا معملتش حاجة يا بابا”.
في حين يؤكد المدون صمويل طلعت فكري إن غلق العلاقات الطبيعية بين البنات والأولاد وحظرها هو سبب من أسباب انتشار التحرش نتيجة غلق الأبواب أمام العلاقات الطبيعية المنضطبة، وفي تدوينة بعنوان: “تحرش جنسي سام” يسرد دليلا على رأيه يقول:
” دعني اقُص عليك قصة عشتها من فترة قليلة , ان بنت كنت اعرفها و تحدثت معها من قبل و هي بمجال عملي و وعدتني اننا سنتقابل و كنت في هذه المرة سأأخذ منها ورق هام لعملي و لكنها رفضت ان تأخذ رقم تليفوني لأن اهللها لم و لن يسمحوا لها بالاتصال بالاولاد و قالت لي اني اخجل ايضا ان اتقابل معك و جلست منتظرا لها في الفناء في عملي كما هي وعدتني و لكنها لم تأتي و لم تتصل لانها لم تأخذ رقمي حتى تعتذر لي عن عدم مجيئها او انها في مكان اخر و لا تراني , شيء مؤسف !!”
ويضيف فكري: “اهالي البعض من الاولاد و البنات يمنعونهم من الاتصال الطبيعي و الاختلاط الطبيعي الواقعي في العمل و الحياة العادية خوفا من اشيء في اعتقادي لم تحدث بسهولة اذا كان الاولاد و البنات موثوق فيهم من اهلهم و تم تربيتهم بكفاءة و مرونة .
نحن في طريق خطأ , انها حقا لظاهرة تحزننا و تخجلنا و لكن العيب فينا و في اهلنا , الجميع اخطأوا!!”
وفي سياق متصل، تتناول صاحبة مدونة أداجيو فور سبيلز Adagio for spells الجانب الطبقي للتحرش في مصر، في تدوينة بعنوان: “تحرش أم فقر“. حيث ترى إن الفتيات اللواتي يعشن حياة فقيرة هم الأكثر عرضة للتحرش، لأنها الأكثر حاجة للعمل وركوب المواصلات العامة، والمشي في أماكن خطرة، في حين أن بنات الطبقات العليا يركبن السيارات الخاصة ويعملن في شركات أفضل حالا..
ولا تتحرج أداجيو من أن تصف بعض ما تتعرض له يوميا من مظاهر التحرش:
فربما يتعرض لي شباب المنطقة الساهرين منذ الأمس، فعندما ينتهي تأثير الحشيش أكون أنا تسليتهم، فمنهم من يشرح لي شكل غرفة نومه و منهم من يتباهى بضخامة عضوه ومنهم من فقط يسير ورائي بسرعة لاخافتي. تقول أمي دائمآ انهم غلابة عواطلية ربما يحسدوني في سرهم لامتلاكي عمل بينما لا يعملون”
وتضيف: “ربما يعرض علي سواق الميكروباص الثمل الزواج للمرة الألف مزينآ العرض بكلام مثل يا مزة يا فرسة أو فقط يا عروسة، ربما أسلم منه فأكون سعيدة الحظ عندما يكتشف أحد الجالسين بجانبي أني جزء من مقعده، فيصبح صدري مسندآ لكوعه أو يده، أحيانآ أستغرب فحينما أرمقه نظرة احتقار يبادلني اياها كأنه يقول: مانتي لو ماكونتيش عايزة مكانش زمانك ركبتي جنبي”.
“أو ربما و أنا أسير على الرصيف متوجهة للعمل في أحسن الأحوال تقف بجانبي سيارة ليست بفارهة بها رجل أربعيني يطلب مني مرافقته، و في أسوأ الأحوال تنطلق سيارة فارهة مسرعة تمتد منها يد تضرب مؤخرتي ثم ينفجركل من في السيارة بالضحك”.
وعن الحلول الممكنة لهذه المشكلة المتفشية في الشارع المصري، ترى المدونة بيلا أن الحل يكمن في عدم السكوت على المتحرش، وأن الفتاة يجب أن تسعى بكل السبل للدفاع عن نفسها ومعاقبة المتحرش. وعدم الخضوع لثقافة المجتمع التي تتبنى السكوت خجلا أو خوفا، أو تحت زعم التسامح مع الشباب الغير واعي.
وتقول في تدوينة بعنوان: “تحرش جماعي“:
“والمدهش حقاً أن التحرش في مصر دائماً مايكون تحرش جماعي حتى لو قام به شخص واحد حيث يجد المتحرش كتيبة من المتفرجين والمؤيدين والمدافعين عن موقفه كمسكين أغرته الضحية بشتى الوسائل حتى لو لم تكن مرتديه مايوحي بالإغراء المهم أن الخطأ خطأها وعليها التكفير عنه بترك جسدها عرضه لكل كلب ينهش فيه كما يتراءى له”.
وتضيف: “ولكل من تقع ضحية لأي نوع من أنواع التحرش البدني أو اللفظي أو غيره عليها ألا تسكت عن حقها وتأخذه بالقانون ولاترضخ لأي ضغط ولا تتنازل عن حقها ولا تنسي أن حقها هذا ليس حقها وحدها بل حق فتيات غيرها قد يهبط من عزمهن تنازلها عن الشكوى ومن لم يربه أهله فالسجن كفيل بتربيته وتهذيب أخلاقه وتأكدن أن السكوت هو من جرأ هذه العاهات على التطاول على النساء وقد حان الوقت للتصدي لهذه العاهات بالقانون فلن ينصلح حال مجتمع يفكر بنصفه الأسفل بدلاً من التفكير بنصفه الأعلى”.
وهو نفس الأمر الذي تؤكد المدونة لانا في مدونة زنزانة بتدوينة بعنوان: “عن التحرش تاني من حواديت جدتي” حيث تروي كيف كانت النساء سابقا يقاومن المتحرش بكل شجاعة.
أما المدون مصطفى فقد آثر التدوين عن الموضوع عن طريق حوار إلكتروني مع صديقة له مدونة، ريتا.